بغداد – البلاد
عمّت الاحتجاجات لليوم الـ67 على التوالي المدن الإيرانية، بينما يتعرض المتظاهرين للاعتقال والقمع والضرب، فيما يشن الحرس الثوري هجمات بالصواريخ والمسيرات على مقرات الأحزاب الكردية بالعراق بالتزامن مع أخذه المبادرة من القوات الأمن في قمع الاحتجاجات في المدن الكردية في غرب البلاد، ضمن تشديد إجراءات النظام لإخماد الانتفاضة.
وفي طهران شهد أحياء بوليفار فردوس وصادقية وونك وغيشا وسعادت آباد احتجاجات، كما شهد حي أفسرية بطهران تظاهرات في الشوارع لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات في سبتمبر الماضي على خلفية مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الآداب في طهران. وأفادت تقارير ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن مجموعات من أهالي طهران نزلت إلى الشوارع لدعم المدن الكردية.
وردد المحتجون هتافات مثل “الموت للديكتاتور” و”الموت لخامنئي” و”الموت للباسيج” و”مهاباد وكردستان نور عين إيران” في مظاهرات في الشوارع ببوليفار فردوس، وفي حي جنت آباد هتف الحتجون: “الموت للديكتاتور”، “الموت لخامنئي”، وكان حي أفسرية لأول مرة مسرحا لمظاهرة في الشوارع ضد السلطات، وفي حي أنديشه أحرق المتظاهرون قاعدة لقوات الباسيج التابعة لحرس الثوري باستخدام زجاجات المولوتوف، كما شهد حي جيتكر مظاهرة تضامنية مع انتفاضة المدن الكردية.
وشهد ميناء بندر عباس على الخليج، جنوب إيران مظاهرة احتجاجية للأهالي احتجوا من خلالها “الموت للديكتاتور”، أما في مدينة مشهد، عاصمة محافظة خراسان رضوي، فهاجم عدد من المتظاهرين الشباب قاعدة الباسيج التابعة لحرس الثوري باستخدام قنابل المولوتوف. وفي قزوين، شمال إيران سار المتظاهرون في الشوارع ورددوا شعارات ضد النظام معلنين تضامنهم مع المدن الكردية المنتفضة. وأشعل المتظاهرون في مدينة برازجان، جنوب إيران، النار في مكتب النائب المحلي في البرلمان الإيراني ردا على انضمامه إلى الدعوة لإعدام المتظاهرين الذين تم اعتقالهم مؤخرا.
وحذرت مصادر حقوقية، من أن عدم حصول المتظاهرين الجرحى على الخدمات الطبية والأدوية قد يتحول إلى أزمة خطيرة في البلاد في الأيام المقبلة، في إشارة إلى نقص الدم والأدوية في المراكز الطبية في مدن جوانرود ومهاباد وبيرانشهر.
من جهتها، نددت الأمم المتحدة، أمس، بـ”تشديد” طهران ردها على التظاهرات مطالبة السلطات الإيرانية بإقرار تعليق فوري لعقوبة الإعدام. وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة جيريمي لورنس خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يرى أن عدد الوفيات المتزايد جراء التظاهرات في إيران، ومن بينها وفاة طفلين في نهاية الأسبوع، وتشديد رد قوات الأمن، يشيران إلى أن الوضع حرج في البلد. وأضاف: نحث سلطاتكم على تلبية مطالب الشعب في المساواة والكرامة والحقوق بدلا من استخدام القوة غير الضرورية وغير المتكافئة لقمع الاحتجاجات الذي أسفر عن مقتل ما يزيد على 300 شخص في الشهرين الماضيين. وشدد على أن غياب المحاسبة في ما يتعلق بالانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في إيران لا يزال مستمرا ويساهم في الشكاوى المتزايدة.