متابعات

محاصرة السكري بالوعي والتشخيص المبكر

جدة – البلاد

تبذل الجهات المعنية في المملكة وفي مقدمتها وزارة الصحة مجهوداتها للوقاية من مضاعفات مرض السكري، وزيادة الوعي من الإصابة به، حيث يُصنف بأنه مرض مزمن، ترتفع خلاله مستويات الجلوكوز في الدم أو “السكر في الدم” عن المعدل الطبيعي، مما يؤدي مع مرور الوقت إلى تلف خطير في القلب، والأوعية الدموية، والعينين، والكلى، والأعصاب، في حال لم يتم التحكم به.

وتشارك المملكة دول العالم في الاحتفاء بـ”اليوم العالمي للسكري”، بهدف التعريف بمرض السكري، وأنواعه، وطرق الوقاية منه، وعلاجه، وتقديم الإرشادات التوعوية الصحية العامة، وتقديم النصائح العامة ومنها ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

ويؤكد هذا اليوم على رفع وعي الأسرة بالعلامات التحذيرية للإصابة بداء السكري وتشجيع التشخيص المبكر، وزيادة الحرص على مدى أهمية دور الأسرة في التثقيف الصحي من المرض، والوقاية من مضاعفاته؛ حيث يُعد السكري من الأمراض المزمنة، ويتصف بارتفاع نسبة السكر في الدم، نتيجة خلل في عضو البنكرياس الذي يضعف إنتاج مادة الإنسولين للجسم.
وصنف المختصون نمطين رئيسيين لداء السكري؛ وهو السكري من النوع الأول الذي يتسم بقلة إنتاج مادة الأنسولين، والسكري من النوع الثاني الذي يحدث نتيجة استخدام الجسم لتلك المادة بشكل غير فعال، كما يعد هناك أكثر من 371 مليون شخص مصاب بداء السكري في جميع أنحاء العالم، ومن أهم العوامل المساهمة في انتشار مرض السكري تناول الطعام غير الصحي، وزيادة الوزن، وعدم ممارسة الأنشطة البدنية، والتوتر النفسي، والعامل الوراثي.

حصر المرضى
وتبذل وزارة الصحة في المملكة جهودا كبيرة لحصر المرض وعلاج المصابين به، حيث طرحت على مدى السنوات الماضية مشاريع صحية جديدة لعلاج مرض السكر بمختلف المناطق، كما أصدرت كتيبات تعريفية بالمرض وأدلة العمل التي تساعد الفرق الصحية على الاكتشاف المبكر وتشخيص الحالات وصياغة تدابير وقائية وعلاجية موحدة يتم تطبيقها بشكل موسع وفي أوقات متزامنة حتى تتم الاستفادة منها، وسعت الوزارة أيضا لتكثيف عمليات التدريب للأطباء والهيئات التمريضية المساعدة حول كافة العمليات المتعلقة بالمرض وطرق السيطرة عليه.
وتقوم حكومة المملكة ممثلة بوزارة الصحة بتكثيف جهودها لفرض السيطرة على المرض وخصوصا بين الأطفال وفئات المجتمع الأخرى، كما تسعى الوزارة لتحقيق أهدافها عبر برامج وطنية لمكافحة الأمراض الخطيرة ومنها السكري والسعي لتحويل العيادات العاملة الخارجية إلى عيادات تخصصية، كما درجت الوزارة على تنفيذ حملات التوعية المتخصصة ومنها حملة التوعية بمرض السكري الرامية إلى زيادة وعي المجتمع بكافة شرائحه بمرض السكري في سبيل بذل الجهود الممكنة لخفض معدل هذا المرض الذي يزداد انتشاره. ويعد التثقيف بالسكري عنصرا مهما ومكملا للبرنامج الوطني لمكافحة السكري، وذلك من خلال العناية والتخطيط والتقييم الملائم.


رسائل صحية
نظمت الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية عددًا من الفعاليات التوعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري، في مستشفيات قوى الأمن ( الرياض، مكة المكرمة ، الدمام) وعدد من العيادات الشاملة التخصصية حول المملكة.
وشملت الفعاليات إقامة عدة معارض تضمنت مواد ورسائل توعوية وعروضا مرئية حول مخاطر داء السكري وتأثير مضاعفاته المحتملة كالنوبة القلبية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي واعتلال الشبكية وتضرر الأعصاب، إضافة إلى مشاركة الفرق الطبية المختصة في الإجابة عن ‏‏استفسارات الحضور حول أنواع داء السكري وأعراضه وطرق الوقاية منه، وعرض رسائل توعوية عبر الشاشات الإلكترونية. ‏

وتأتي هذه المشاركة في ظل حرص الإدارة العامة للخدمات الطبية على تفعيل المناسبات والأيام الصحية العالمية، واستثمارها بإقامة الفعاليات التوعوية وتقديم الرسائل الصحية التي تسهم في رفع مستوى الوعي لدى الجميع.

تعزيز الوعي
من جانبه، أكد رئيس الجمعيَّة الخيريَّة لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة “شفاء” الدكتور خالد طيب، أن الاحتفال باليوم العالمي للسكري في هذا العام امتداد لجهود الجمعيَّة في توعية المجتمع والعناية بهم؛ مشيرًا إلى أن الفعاليات المصاحبة تتمثل في التوعية والتثقيف الصحي والاستشارات وإجراء الفحوصات الطبية؛ لافتًا إلى أن الهدف من إقامة هذه الفعاليَّات تعزيز الوعي المجتمعي بأخطار داء السكري، واستكمالاً لتنفيذ الخطة الاستراتيجية؛ لتحقيق مسارات الرعاية الصحية؛ ومنها: رعاية مرضى الأمراض المزمنة، والمشاركة المجتمعية لتعزيز الصحة السكانية والتوعية والتثقيف الصحي، وتصحيح السلوك الغذائي لدى المجتمع لمكافحة السمنة والسيطرة على الأمراض المزمنة من خلال تمكين الفئات المستهدفة من الحصول على غذاء صحي وآمن.

عدم الالتزام بالعلاج يسبب اعتلال الشبكية

حذر كبير الاستشاريين في أكاديمية طب وجراحة الشبكية ، رئيس المجموعة السعودية للشبكية التابعة للجمعية السعودية لطب العيون الدكتور حسن الذيبي، من خطورة مضاعفات مرض السكر على العين، مبينا أن الوقاية والعلاج لاعتلال الشبكية السكري تكمنان في معرفة أن داء السكري من الأمراض المزمنة ذات التشعبات المتعددة الذي تؤثر مضاعفاته على أجهزة الجسم المختلفة، ويعتمد علاجه بالدرجة الأولى على ضبط نسبة السكر ومعدلاته في الدم، وتعدُّ العين جزءاً لا يتجزأ من أعضاء الجسم التي تتأثر بداء السكري المزمن،ومعالجة اعتلالها يعتمد على معالجة المرض بشكل عام.

وبيَّن الدكتور الذيبي أن الإصابة بمرض السكري مع عدم اتباع القواعد الطبية اللازمة للعلاج والتعامل مع هذا المرض – الذي يعدُّ مرض العصر- يؤدي إلى تطور وتسارع مراحل اعتلال الشبكية السكري مع الوقت، وبأعراض غير ملموسة لدى المرضى، إلى مراحل متقدمة يصعب علاجها؛وتكون سبباً في ضعف الرؤية أو فقدانها. وأشار إلى أن اعتلال الشبكية السكري هو مرض يصيب ويؤثر على الأوعية الدموية المغذية لشبكية العين؛نتيجة للارتفاع المستمر والمزمن لمعدل السكر في الدم؛مما يؤدي إلى اضطراب واعتلال في بنية هذه الأوعية ونفاذيتها،فيسبب زيادة في تسرب وارتشاح السوائل بالمركز البصري (البقعة الصفراء)،بالإضافة إلى قصور في التروية الدموية لأنسجة الشبكية، مع نمو أوعية دموية غير طبيعية قابلة للنزيف، وقد يصاحبه أيضا تكوين ألياف غير طبيعية، تؤدي إلى انفصال بالشبكية، مع حدوث نزيف متكرر بالجسم الزجاجي لاحقاً؛مما يؤدي إلى ضعف بالإبصار أو فقدانه بشكل نهائي في كثير من الحالات. وأكد الذيبي أن علاج اعتلال الشبكية السكري ومضاعفاته على العين يرتكز على منع وقوع هذه المضاعفات، وذلك باستخدام العلاج السليم لضبط معدل السكر بالدم،والحمية الغذائية المناسبة، مع تخفيف الوزن ومزاولة الرياضة، وكذلك علاج الأمراض الأخرى التي قد تصاحب مرض السكري، مثل ارتفاع ضغط الدم ونسبة الدهون بالجسم، أما فيما يخص اعتلال الشبكية، فينصح مرضى السكري بالكشف على العين منذ بداية التشخيص بالمرض، ثم متابعة فحص الشبكية لدى أطباء العيون بشكل دوري، الذي يعتمد في مدده على نوعية ومرحلة الاعتلال الشبكي، فكلما كان الاعتلال متقدماً تقصر المدة بين الزيارات حتى تتم متابعة الاعتلال عن كثب، وتحديد مدى حاجة المريض إلى العلاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *