الرياضة

أساطير بلا مونديال.. ألفريدو دي ستيفانو.. مثَّل 3 منتخبات ومنعته الإصابة من كأس العالم

الرياض- محمد العمري

كأس العالم.. أكبر محفل دولي في كرة القدم؛ حلم وأمل كل لاعبي كوكب الأرض في نيل شرف خوض مباراة فيه. هذا الحلم الجميل الذي ينتظره العالم كل 4 أعوام منذ انطلاق نسخته الأولى في الأورجواي عام 1930 استعصى على عدد من النجوم والأساطير في عالم الساحرة المستديرة؛ لأسباب مختلفة.
” البلاد” تستعرض في سلسلة تقارير أبرز هؤلاء النجوم الذين لم يحالفهم حظهم في اللعب في كأس العالم.
ألفريدو دي ستيفانو.. الأرجنتيني الكولومبي الإسباني..
ألفريدو دي ستيفانو، من مواليد يوليو 1926 في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس. كان لاعب كرة قدم( أرجنتيني- كولومبي- إسباني-) ومدرب كرة قدم.

مسيرته مع الساحرة المستديرة..
– يعتبر أحد أفضل اللاعبين على مر التاريخ. ساعد ريال مدريد، هو وبوشكاش في السيطرة على بطولة دوري أبطال أوروبا في الخمسينيات، حيث فازوا بالكأس خمس مرات، وقد لعب دي ستيفانو مع ثلاثة منتخبات، الأول منتخب بلاده الأرجنتين ثم كولومبيا فإسبانيا.
– يعتبر رابع أعظم هداف في الدوري الإسباني، حيث سجل 228 هدفا في 329 مباراة، وهو أكثر من سجل أهدافا لريال مدريد في الدوري الإسباني، حيث أحرز 216 هدفا خلال 282 مباراة منذ 1953 إلى 1964.
– سجل دي ستيفانو 49 هدفا في 58 مباراة في دوري أبطال أوروبا، و كان لعدة عقود الهداف الأول في دوري أبطال أوروبا.
– رغم أن دي ستيفانو معروف بكونه أسطورة ريال مدريد إلا أن بدايته كانت مع ريفر بلات الأرجنتيني، الذي ظل من عشاقه لسنوات طويلة حيث بدأ فيه مسيرته الكروية عام 1945 في عمر 17 عاما، و في موسم 1946 أعير إلى نادي هوراكان، وعاد إلى ريفر بليت في عام 1947، وفي عام 1949 (في خطوة غريبة) انتقل إلى نادي ميلوناريوس الكولمبي، وفاز خلال 12 عاما من مسيرته الكروية في الأرجنتين وكولمبيا بستة ألقاب للدوري.
– لم يكن الملكي الفريق الوحيد بالدوري الإسباني الراغب في اللاعب فقد كان محل اهتمام برشلونة أيضا؛ حيث إن رئيس النادي الكتالوني حين دخل في المفاوضات استعان برجل أعمال كتالوني مقيم في كولومبيا للاتفاق مع ديستيفانو، وحدثت مجموعة من الصراعات حوله دخل فيها ناديه السابق ريفر بلات الذي قال بأنه له الحق في التصرف باللاعب حتى 1955.
– في 1953 وقع دي ستيفانو عقدا مع برشلونة وقام الاتحاد الدولي بتوثيق التعاقد دون أن يعلم أن الاتفاق تم عن طريق ريفر بلات وليس ناديه في كولومبيا، ولكن الاتحاد الإسباني رفض اعتماد التعاقد لهذا السبب. فاستغل الريال الأمر ليبرم التعاقد من خلال نادي ميلوناريوس الكولمبي، وقام بعد ذلك بإبلاغ الفيفا بحقيقة الموقف ، واستطاع الريال تسجيل اللاعب لأن الفيفا لا تملك السلطة على الدوري الكولمبي وشارك دي ستيفانو في أول مباراة له مع ريال مدريد في 23 سبتمبر وقدم مستوى رائعا؛ حيث بدأ تاريخ اللاعب في كتابة النجاحات في أوروبا حتى عام 1964 حيث انتقل من نادي ريال مدريد إلى نادي إسبانيول، ولعب معه حتى بلغ من العمر أربعين عاما و سجل 11 هدفاً في 47 مباراة.

دي ستيفانو وعناد المونديال..
رغم أن دي ستيفانو يعد من بين أبرز اللاعبين في التاريخ ولعب لاثنين من أكبر المنتخبات في التاريخ إلا أنه لم يتمكن من المشاركة في كأس العالم على الإطلاق ، فأول بطولة كأس عالم بالنسبة له كان يجب أن تكون 1950 بالبرازيل إلا أن الأرجنتين رفضت المشاركة حين كان عمره 24 عاما، وفي مونديال 1954 لم تشارك الأرجنتين في البطولة مرة أخرى، و أعلن الاتحاد الدولي في الوقت ذاته أن اللاعب لا يحق له المشاركة لأنه لعب مع منتخبي كولومبيا والأرجنتين.
وفي عام 1956 حصل اللاعب على الجنسية الإسبانية ولعب 4 مباريات بتصفيات كأس العالم مع المنتخب الإسباني عام 1957 لكن الفريق فشل في التأهل لبطولة 1958، وفي 1961 ساهم في تأهل إسبانيا لمونديال 1962 لكنه تعرض لإصابة قبل بداية البطولة حرمته من اللعب في النهائيات ليعتزل دوليا بعد ذلك في عمر 36 عاما.
دي ستيفانو مدربا..
بعد أن اعتزل ألفريدو كرة القدم كلاعب، عاد إليها كمدرب؛ حيث درب نادي بوكا جونيورز وريفر بليت الأرجنتينيين، وقادهما إلى تحقيق عدد من بطولات الدوري الأرجنتيني، و فاز بالدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا مع نادي فالنسيا، ونال كأس الكؤوس الأوروبية مع فالنسيا في عام 1980، ودرب نادي ريال مدريد بين عامي 1982 و1984.

اختطاف دي ستيفانو..
تأثيره سيبقى كبيرا لسنوات طويلة فهو لم يكن لاعباً عابراً كسحابة الصيف التي تمر دون أن نشعر بها ، فالأسطورة ألفريد دي ستيفانو كان لاعباً لا يمكن أن يتجاهله أحد على الإطلاق لا بتاريخه ولا ألقابه ولامهاراته، فحياته المديدة التي استمرت 88 عاما حتى وفاته في 2014 كانت مليئة بالأحداث الهامة من بينها الأندية والمنتخبات التي لعب لها، وحتى بأحداثها خارج الملعب ففي ليلة 24 أغسطس 1963، قامت إحدي الجماعات الثورية في فنزويلا باختطاف دي ستيفانو لمدة 3 أيام في مدينة كاراكاس حيث كان ريال مدريد يقوم بعمل جولة قبل بداية الموسم في أمريكا اللاتينية وتمت العملية من أجل الرد على إعدام الشيوعي جوليان غريماو على يد الديكتاتور فرانكو لكن تم إطلاق سراح اللاعب بعد الاختطاف بيومين أمام السفارة الإسبانية.

شخصية عبقرية..
ببساطة لقد كان شخصية فريدة وعبقرية قادت ريال مدريد الى القمة وجعلت منه أكثر الفرق أهمية في التاريخ، وقال عنه الملك فيليبي عند وفاته “لقد كان شخصية فريدة، جعلت من كرة القدم فنّا.. هو عملاق من العمالقة.. إن أفضل لاعب في كل العصور سيواصل قيادة خطوات ريال مدريد حتى بعد وفاته.. شكرا ألفريدو دي ستيفانو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *