تحمل المسؤولية دليلاً واضحاً على المستوى الأخلاقي فالتعامل مع الأشخاص المقدرين للمسؤولية يبعث على الراحة والأمان في العلاقات سواء كانت علاقة عائلية أو اجتماعية أو عملية. تحمل المسؤولية يبعث الاطمئنان في التعاملات فشتان بين شخصين أحدهما مسؤول عن تصرفاته وبين آخر يتنصل من المسؤولية لهذ صعب جداً منح الثقة للأشخاص الذين لا يتحملون المسؤولية أياً كانت سواء مسؤولية العلاقة أو مسؤولية الخطأ أو مسؤولية عمل ما أو مسؤولية المشاركة أو التواصل.
الأشخاص الذين يبررون دوماً لأنفسهم وينتظرون من الآخرين الاعتذار بدون حق . ومحبة بدون مواقف تؤكدها. أمثال هؤلاء لا يستحقون لا الوقت ولا الثقة وربما لا يستحقون حتى المحبة. فمن الصعب جداً منح الثقة لمن لا يقدرها. والأصعب منح المحبة لمن لا يستحقها. وكلاهما أمران تتوجهما للقمة تحمل المسؤولية. فكثير من العلاقات قاعدتها الأساسية المسؤولية.
بعض الأشخاص المسؤولية عنده مبدأ وخلق ورسالة لا يمكن أن يحيد عنها أو يستدعي التبريرات للتملص منها. لأن المسؤولية أمانة. ولأن الشخص (الكفء) لا يتوارى خلف التقصير ولا يتقن التبرير عند الخطأ. بل يتحمل المسؤولية على الوجه الأكمل. عندما يتحمل شخص ما المسؤولية الكاملة ويدرك أبعاد وحدود مسؤوليته يكون بلا شك مؤهلاً لاتخاذ القرارات في حياته وحماية من هم في محيط مسؤوليته ويكتسب ثقتهم ومحبتهم والقيام بواجباته على الوجه المرضي ولو حصل تقصير أو نتيجة معاكسة يتحمل الخطأ ويجاهد لتصحيحه.
الشخص المؤهل الكفء يتعايش الجميع معه بسلام وأمان نفسي ذلك أنه لا يحمّل الآخرين مالا يحتملون ولا يرهقهم ولا يلومهم ولا يتذمر. ويعرف تمام المعرفة كيف يواجه الأزمات وكيف يحل المشكلات الشخص المسؤول يعرف كيف يتلافى الأخطاء وكيف تتواءم المواقف وبعبارة دقيقة يعرف كيف يكون مسؤولاً على قدر المسؤولية.
المسؤول القدير المتمكن من مسؤولياته يواجه. يعتذر. يصحح. المسؤول الكفء يؤمن بحديث (كلكم راع ومسؤول عن رعيته) فنجد الأم تتحمل مسؤوليتها كأم إذا هزت المهد بيمينها تهز العالم بيسارها والأب مسؤول يتفانى من أجل أن يكون زوجاً صالحاً وأباً مثالياً يبعث الدفء في بيته. والمدير مسؤول يتحمل كامل المسؤولية بكل أمانة فيكون قائداً يستحث الهمم ويصل بالعمل والعاملين أوج النجاح. وكذلك الأطباء ومدراء المستشفيات حين يكونون على مستوى المسؤولية وحسن الرعاية نجدهم يقفون أمام مسؤولياتهم بكل ثقة ودقة وأمانة فيحفظون الإمكانيات ويرفضون الهدر لما وفرته الدولة ويسهمون في راحة المرضى وبعث الطمأنينة في نفوسهم.
وذات الوضع في المدارس والقائمين على التربية والتعليم. المسؤولية تكليف عظيم وامتحان كبير من وفق في تحملها وحسن أدائها فقد أكرمه الله وهنيئاً للمجتمع بوجوده. المسؤولية تكليف يجري على الجميع من آباء وأمهات وموظفين في جميع القطاعات المسؤولية أخلاق تمارس. والمحك الحقيقي للمسؤول الكفء والغير ذلك هي النتائج التي تحدث في محيطه فإما أسرة سعيدة أو العكس وإما ميدان عمل ينطق بالنجاح أو العكس. اللهم سخر لوطننا وبيوتنا المسؤولين الأكفاء ودمتم.