الرياض- محمد العمري
كأس العالم.. أكبر محفل دولي في كرة القدم؛ حلم وأمل كل لاعبي كوكب الأرض في نيل شرف خوض مباراة فيه. هذا الحلم الجميل الذي ينتظره العالم كل 4 أعوام منذ انطلاق نسخته الأولى في الأورجواي عام 1930 استعصى على عدد من النجوم والأساطير في عالم الساحرة المستديرة؛ لأسباب مختلفة.
” البلاد” تستعرض في سلسلة تقارير أبرز هؤلاء النجوم الذين لم يحالفهم حظهم في اللعب في كأس العالم.
ريان جيجز..
ريان جيجز.. لاعب كرة قدم ويلزي من مواليد نوفمبر 1973، يعده البعض أفضل جناح في تاريخ كرة القدم، ويعتبر أحسن لاعب أنجبته كرة القدم الويلزية، لعب طوال مسيرته الكروية مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وكانت لديه رغبة لا تفتر في الاستمرار في الفوز بالألقاب، هو ما عزز تاريخه الكروي الناجح والمتألق؛ حيث يعد أكثر اللاعبين حصولاً على كؤوس في تاريخ النادي، كما نال20 جائزة رفيعة المستوى، وساعد الشياطين الحمر في الفوز بالكأس الأوروبية للمرة الثالثة والرابعة، وهي الثانية بالنسبة له كلاعب، وذلك في نهائي موسكو عام 2008.
السير أليكس السبب!!
قد يكون جيجز أحد أكبر أساطير اليونايتد، ولكنه ربما لم يكن ليلعب للشياطين الحمر لولا تدخل السير أليكس فيرجسون. فقد كان جيجز يأتي إلى مدرسة مانشستر سيتي للمتميزين في الأيام الأولى من صباه، ولكن السير أليكس قام بعمل زيارة شخصية إلى منزله في عيد ميلاده الرابع عشر، فوقع جيجز عندها لليونايتد.
وصل جيجز إلى الاحتراف في مانشستر يونايتد في نوفمبر 1990. حيث أثبت نفسه في أول ظهور له من بطولة الدوري ضد إيفرتون على ملعب “أولد ترافورد”في عام 1990 حيث نزل كبديل لدينس إيرون، وكان بداية اشتراكه في الموسم التالي في بطولة الدوري حادثةً لا تنسى، حيث قام بتسجيل أول هدف له مع مانشستر يونايتد أمام السيتي، وكانت أولى بطولاته على صعيد الفريق الأول في موسم 1991 عندما فاز يونايتد على فريق ريد ستار بلغراد في نهائي كأس السوبر الأوروبي ثم حصل على ثاني لقب له بعد خمسة أشهر فقط عندما فاز يونايتد في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية، وفي الموسم التالي 1992/93 فاز مع يونايتد بأول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز.
كان جيجز عاملاً أساسيًا في فوز اليونايتد الثنائي بالدوري في موسم 1993/94 و 1995/96 قبل أن يصل الفريق إلى القمة في موسم 1998/99، وذلك عندما توج الشياطين الحمر بالثلاثية، وكانت لمساهماته في تلك الثلاثية عظيم الأثر، ومنها الهدف الذي أحرزه بمجهود فردي في الدور قبل النهائي من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام الآرسنال، الذي يعد واحدًا من أفضل أهداف يونايتد طوال التاريخ.
رقم قياسي لمشاركاته..
أصبح اللاعب الثاني على مدار التاريخ الذي لعب 700 مبارة لمانشستر يونايتد بعدما ساعد الشياطين الحمر في المباراة الدراماتيكية التي انتهت بفوزهم 1- صفر على ليفربول على ملعب “أنفيلد” في مارس 2007 وبعد شهرين فقط، توج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة التاسعة مع يونايتد، ليحطم الرقم القياسي لعدد الفوز بالدوري الإنجليزي المسجل باسم أسطورتي ليفربول فيل نيل وألان هانسن اللذين فازا باللقب ثماني مرات، و لعب دورًا أساسيًا في الموسمين الذين حصل فيهما مانشيستر يونايتد على اللقب 2006/2007 و2007/2008 وأشاد به كثيرًا كلٌ من اللاعبين والخبراء على حد سوا، ثم بات صاحب أعلى رقم قياسي في مانشستر يونايتد متخطيًا بذلك الرقم القياسي السابق الذي سجله السير بوبي تشارلتون ( 758مباراة).
اعتزاله دوليا..
ليعمل على إطالة فترة تواجده في النادي، فقد اعتزل اللعب الدولي مع المنتخب الويلزي في يونيو 2007 بعد أن شارك في 64 مباراة أحرز خلالها 12 هدفًا، وفي أكتوبر 2007 قام بتجديد تعاقده مع يونايتد حتى يونيو 2009 وفي ديسمبر 2007 فاز جيجز بلقبين مهمين حيث حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية نظير مساهماته الكبرى في كرة القدم، كما سجل الهدف رقم 100 في الدوري في فوز الفريق 4-0 على ديربي كاونتي في أولد ترافورد.
تم تكريمه مرةً أخرى، و هذه المرة بحصوله على لقب (ضابط الإمبراطورية البريطانية) حيث كان ضمن قائمة المدعوين لحضور حفل عيد ميلاد الملكة نظرًا لما قدمه من خدمات لكرة القدم ووقع تمديد عقده في أكتوبر 2007، وفي موسم 2007/08، توج جيجز موسمه الثامن عشر مع الشياطين الحمر بإحراز الهدف الثاني لمانشستر في النهائي الذي فاز فيه مانشيستر على ويجان ليؤكد حصوله على اللقب العاشر للدوري الممتاز – والبطولة السابعة عشرة لمانشستر في الدوري الإنجليزي- قبل أن يلعب ضربة الجزاء الحاسمة التي فاز على إثرها نادي مانشستر بضربات الترجيح الدراماتيكية على تشيلسي في دوري الأبطال الذي أقيم في موسكو.
واستمرت مسيرة جيجز مع يونايتد وهو يسير من نجاح إلى آخر، ففي موسم 2008/09، وعندما انتقل النجم المخضرم للعب في منتصف الملعب، أو خلف المهاجمين كصانع ألعاب، فقد قام بتمديد تعاقده مع النادي لمدة عام آخر في فبراير 2009، وفي نفس الشهر أصبح اللاعب الوحيد الذي سجل في جميع المواسم الإنجليزية عندما أحرز الهدف الوحيد في فوز يونايتيد 1-0 على ويست هام.
حلم المونديال يتحقق كمدرب..
إذا كان ريان جيجز قد غاب عن اللعب في المونديال إلا أنه نجح في قيادة منتخب ويلز كمدرب إلى مونديال قطر 2022 بعد غياب 58 عاما.. ولكنه ترك ترك الدفة الفنية للمنتخب الويلزي لأسباب قانونية.
فاز هذا النجم المخضرم بالكثير من الجوائز الأخرى الكبيرة – بما في ذلك جائزة أفضل لاعب صاعد من قبل الجمعية الإنجليزية للاعبين المحترفين لعامين في بداية مشواره الكروي مع يونايتد- هذا بالإضافة إلى كونه أكثر لاعب قد تم تكريمه في تاريخ يوناييد بالعديد من الألقاب والجوائز.
ويحتوي الرصيد الضخم من الكؤوس التي حصل عليها على بطولة كأس القارات وسبع ميداليات ذهبية في بطولة الدرع الخيرية بينما لعب دورًا هامًا في الفوز ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي أربع مرات.
إضافة لسجله الرائع في الملاعب فإنه لم يطرد خلال 24 موسما مع اليونايتد.. أسطورة لم يتشرف أي مونديال بأن يلعب فيه ريان جيجز.
