المحليات

ولي العهد: 2.5 مليار دولار دعم المملكة لمشاريع مبادرة الشرق الأوسط الأخضر

الرياض – واس

برئاسة مشتركة بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، انطلقت أمس (الاثنين)، النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة، وسط مشاركة واسعة من كبار القادة في العالم، بمن في ذلك رؤساء الدول والحكومات من مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط، ودول المشرق العربي، وأفريقيا، والشركاء الدوليون.

ونقل ولي العهد في افتتاح قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2022 للحضور تحيات خادم الحرمين الشريفين وتمنياته بنجاح أعمال القمة، قائلا: “يسرني أن أكون بينكم في القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وأن أنقل إليكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته بنجاح أعمال هذه القمة، كما أشكر أخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ رئيس جمهورية مصر العربية على الدعوة الكريمة وحسن التنظيم لإنجاح العمل ضمن هذه المبادرة الإقليمية النوعية، التي تأتي بالتزامن مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية التغير المناخي”.

وقال سموه إنّ “تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الطموحة يتطلب استمرار التعاون الإقليمي، والإسهامات الفاعلة من قبل الدول الأعضاء للإسهام في الوصول للأهداف المناخية العالمية، وتنفيذ التزاماتها بوتيرة أسرع في إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة. وبتضافر الجهود الإقليمية تسعى المبادرة إلى دعم الجهود، والتعاون في المنطقة، لخفض الانبعاثات وإزالتها بأكثر من 670 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي الكمية التي تمثل الإسهامات الوطنية المحددة من جميع دول المنطقة، كما تمثل 10% من الإسهامات العالمية عند الإعلان عن المبادرة، بالإضافة إلى زراعة 50 مليار شجرة وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار إلى 12 ضعفاً، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة مخفضة بذلك 2.5% من معدلات الانبعاثات العالمية”.

خفض الانبعاثات
أشار سمو ولي العهد، إلى أنه تحقيقاً لمستهدفات خفض الانبعاثات، أطلقت المملكة مبادرة “السعودية الخضراء” لخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030م، من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وإطلاق العديد من المبادرات الأخرى، منها منصة تعاون دولية لتطبيق هذا النهج، وصندوق استثمار إقليمي مخصص لتمويل حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، ومبادرة حلول الوقود النظيف من اجل توفير الغذاء. كما قامت المملكة بتسريع وتيرة تطوير وتبني تقنيات ومصادر الطاقة النظيفة، المتمثلة باستخدام الطاقة المتجددة، بهدف إدارة الانبعاثات من المواد الهيدروكربونية، وأبرز هذه الخطوات يتمثل في تنويع مزيج الطاقة المستخدم في توليد الكهرباء في المملكة بحيث يتم إنتاج 50% من الكهرباء داخل المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030م، والوصول بالتالي إلى إزالة 44 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، أي ما يعادل 15 % من اسهامات المملكة المحددة وطنياً حالياً، بحلول عام 2035م. وتحقيقاً لمستهدف التشجير، الذي يجسد استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة الانبعاثات، تم في القمة السابقة إطلاق مبادرات عديدة، منها تأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وبرنامج إقليمي لاستمطار السحب. وإسهاماً في تنفيذ أهداف هذه المبادرة، أعلنت المملكة عن استهدافها زراعة 10 مليارات شجرة، وزيادة المناطق المحمية البرية والبحرية إلى 30% من إجمالي المساحة الوطنية.

مقر دائم
تأكيداً على التزام المملكة بجهود الاستدامة الدولية، أعلن سمو ولي العهد عن استضافة المملكة مقر الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وقرارها الإسهام بمبلغ مليارين وخمسمائة مليون دولار دعماً لمشروعات المبادرة وميزانية الأمانة العامة على مدى عشر سنوات، مضيفا: “كما أُعلن عن استهداف صندوق الاستثمارات العامة للوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050م من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون ليكون من أوائل صناديق الثروة السيادية عالمياً، والأول في منطقة الشرق الأوسط، في استهداف الوصول للحياد الصفري بحلول عام 2050م، بما يعزز دور الصندوق لاعباً رئيساً في دعم الجهود العالمية في مواجهة تحديات المناخ. مع الأخذ بعين الاعتبار الخطط التنموية للدول الأعضاء، وقدرتها على الانتقال المسؤول إلى أنظمة طاقة أكثر استدامة، وتشجيع الاستثمار فيها بالتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية”.


وتابع: “في الختام تجدد المملكة التزامها بالعمل مع دول المنطقة من أجل تحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتكون نموذجاً عالمياً لمكافحة التغير المناخي، ونأمل أن تحقق قمة اليوم مخرجاتٍ تساهم في تعزيز العمل المشترك لضمان مستقبلٍ مشرق وزاهر لأجيالنا القادمة. نسأل الله لهذه القمة التوفيق والنجاح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

 

برقية شكر
وبعث سمو ولي العهد برقية شكر، لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، إثر مغادرته شرم الشيخ بعد المشاركة في النسخة الثانية من “قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، قائلا فيها: “يطيب لي وأنا أغادر بلدكم الشقيق أن أعرب لفخامتكم عن بالغ امتناني وتقديري لما لقيته والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. وأود أن أشكر فخامتكم على استضافة قمة الشرق الأوسط الأخضر في نسختها الثانية، إيماناً منكم بأهمية أهدافها التي ستتحقق ـ بإذن الله ـ بتكاتف الجهود، والمساهمة الفاعلة من دول المنطقة، وصولاً إلى المزيد من الازدهار والرخاء لشعوبنا. متمنياً لفخامتكم دوام الصحة والسعادة، ولبلدكم وشعب مصر الشقيق المزيد من التقدم والازدهار. ولفخامتكم تحياتي وتقديري”.
وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ توجه سمو ولي العهد أمس لمصر العربية؛ للمشاركة في النسخة الثانية من “قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر برئاسة سعودية مصرية مشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *