كثير من الناس يُشغل نفسه ووقته وجهده بملاحظة ومتابعة الآخرين، فتراه يسأل كل مَن يقابله من الناس كم راتبك؟ بكم اشتريت السيارة؟ كم دخلك الشهري؟ كم عدد أولادك؟ ولماذا الابن لم يعمل؟ لماذا البنت لم تتزوج؟
ولماذا…، ولماذا… .، وهذه المعلومات لا تعنيه في شيء لا من قريب، ولا من بعيد، وفي نفس الوقت تسبب حرجاً للشخص الذي يتحاور معه، وآخر تراه إذا حضر مناسبة، يوجه غيره بأن اعملوا كذا، واعملوا كذا، وهذا مما يُفسد على صاحب المناسبة مناسبته؛ لأن عنده برنامجا معينا أو وضعا خاصا ولديه ترتيبات خاصة به، وآخر يهتم بملاحظة الأفراد لماذا بدا عليك الشيب سريعاً؟ لماذا أنت نحيف؟ أين أبناؤك؟ مثل هذا الشخص لا تجد عنده إنجازات ولم يحقق في حياته أي شيء؛ لأنه أضاع وقته وجهده في متابعة الآخرين، فخسر احترام الناس وخسر ارتياح الناس لمقابلته، فأصبح شخصاً بلا إنجازات وبلا قبول اجتماعي لدى المجتمع، وأجزم أيضاً حتى لدى أسرته.
الأمر الذي يتطلب أن يكون منهج حياتنا هو كما رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
فعلى كل شخص أن يبتعد عن خصوصيات الغير، والتدخل في شؤون حياتهم، عليه أن ينشغل بما يعود عليه بالنفع والفائدة.
من حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.