اجتماعية مقالات الكتاب

أسباب انخفاض العملات أمام الدولار

كثيراً ما نسمع عن انخفاض عملة ما امام الدولار، وقريباً انخفض الجنيه المصري امام الدولار انخفاضا كبيراً، وهناك العديد من الاسباب التي تؤدي الى تغيير سعر صرف العملة مقابل العملات الاخرى وعلى رأس تلك الاسباب هو محافظة العملة على قوتها الشرائية. ويؤكد خبراء الاقتصاد أن أية عملة كأية سلعة يتم تحديدها في السوق بناء على تفاعل قوى العرض والطلب على هذه العملة بمعنى اخر لو زاد الطلب على عملة من العملات فإن ذلك سيؤدي الى رفع سعر هذه العملة مقابل العملات الاخرى ومثالنا في مصر محتاجين دولارا وازداد الطلب على الدولار ولذلك انخفضت قيمة الجنيه مقابل الدولار والعكس صحيح، وكذلك من ضمن الاسباب الوضع الاقتصادي بشكل عام والموارد الاقتصادية والاستثمارات المحلية والدولية كما ان المصارف المركزية لها دور ايضاً مثل المركزي الصيني والذي حافظ على سعر عملة بلده لاسباب تنافسية تصديرية وايضاً ثقة المواطنين بعملتهم لها دور في ارتفاع وانخفاض العملة كما حدث في سوريا اثناء الثورة حيث سارع مواطنو سوريا من التخلص من العملة السورية واستبدالها بعملة اجنبية مما أدى الى انخفاض العملة السورية آنذاك بشكل كبير وفي حالة انخفاض عملة اي بلد لابد أن يقوم البنك المركزي بمراقبة أسباب الانخفاض ومعرفة اسبابه لتجنب انخفاضات اكثر ومعالجة الانخفاض منذ بدايته.

ومن أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة ايضاً ارتفاع معدلات التضخم وسعر الفائدة الخاصة بالدولار حيث كلما كان معدل التضخم في السوق اقل في الدولة كلما كان معدل ارتفاع السلع ابطأ وبالتالي تشهد العملة ارتفاعا كبيرا في سعرها على عكس الدول ذات تضخم مرتفع في السوق وكذلك سعر الفائدة الخاصة بالدولار وقيمة العملات يؤثر بصورة كبيرة على ارتفاع وانخفاض سعر العملة حيث تؤدي الزيادة في أسعار الفائدة الى ارتفاع قيمة العملة الخاصة بالبلد كما لاحظنا في امريكا عندما رفع الفدرالي الامريكي سعر الفائدة ارتفعت قيمة الدولار امام العملات الاخرى لان ارتفاع اسعار العملة يعمل على توفير اسعار أعلى للمقرضين وبالتالي تعمل على جذب رأس المال الاجنبي.

ايضاً ميزانية الدولة تؤثر على سعر العملات حيث يعكس الحساب الخاص بالبلد ميزان الارباح الناتج من الاستثمار الاجنبي وتتألف هذا الحساب من اجمالي الصادرات والواردات والديون واي تغيير في هذا الحساب يؤثر على سعر العملة المحلية
ايضاً شروط التجارة حيث ان النسبة بين اسعار التصدير واسعار الاستيراد تؤثر على سعر العملة.

الاستقرار الامني والوضع السياسي والاقتصادي كلها مؤثرة على قوة العملة الخاصة بها حيث ان الدولة ذات مخاطر سياسية أقل ومشكلات اقتصادية اقل تكون جاذبة للمستثمرين الاجانب وبالتالي زيادة الاستثمار وبالتالي يعمل على زيادة راس المال الاجنبي الذي يؤثر بدوره على ارتفاع سعر العملة الخاصة بالدولة الركود الاقتصادي يوثر بشكل كبير على انخفاض قيمة العملة.
استاذ المحاسبة بجامعة جدة

drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *