المحليات

السعودية تمتلك الموارد والمقومات اللازمة لدعم أبطال سرطان الثدي

البلاد : متابعات

الدكتور متعب الفهيدي، استشاري أورام الثدي – تخصّص فرعي في سرطان الثدي بمركز الأميرة نورة لعلاج الأورام بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، جدة: “أدعو كافة النساء في المملكة العربية السعودية لضرورة التحلي بالشجاعة وبذل مزيد من الجهود في سبيل صحتهن، فالكشف المبكر عن سرطان الثدي يعتبر حاسماً في علاج المرض. واليوم، نمتلك العديد من الخيارات للانتصار في معركتنا ضد هذا المرض بداية من العمل المشترك”.

جاء ذلك الحديث ضمن كلمة للدكتور الفهيدي أمام جمهور من خبراء الرعاية الصحية ووسائل الإعلام السعودية خلال حلقة حوارية تم تنظيمها في مدينة جدة بهدف تسليط الضوء على الأنواع المختلفة لسرطان الثدي، والتعرف على أحدث الابتكارات والأدوات التي تتيح لنا إدارة المرض.


وإلى جانب الدكتور الفهيدي، شارك في الندوة وأدارها الدكتور ماجد عبدالله الشمراني، طبيب صيدلاني، وأخصائي معتمد حاصل على البورد في العلاج الدوائي، وصيدلي معتمد حاصل على البورد في علاج الأورام، وصيدلي سريري في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية – جدة.  وشهدت الجلسة أيضاً مداخلتين للسيدتين ريم وسمر اللتين تمكنتا من الانتصار على سرطان الثدي، حيث تبادلتا قصصهما الشخصية وخبراتهما، ووجهتها رسائل أمل لكافة السعوديات المصابات بالمرض وعوائلهن. وشددت كلتاهما على ضرورة كسر حاجز الخوف والسعي للكشف المبكر عن المرض. وقد أوضحتا بأن مرض سرطان الثدي يمكن علاجه وإدارته.

ويدعم الحدث الذي تم تنظيمه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي في أكتوبر كذلك الجهود التي تبذلها الحكومة والهيئات الصحية المحلية للتخفيف من عبء المرض، وبما ينسجم مع مبادرات منظومة الرعاية الصحية في إطار برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030.

وفي عرضه التقديمي، استعرض الدكتور متعب الفهيدي رؤى رئيسية حول انتشار سرطان الثدي في المملكة، وأشار إلى توقعات بأن ينمو عدد الحالات ليصل إلى أكثر من 4300 حالة بحلول عام 2030. وأشار أيضاً إلى أن سرطان الثدي لا ينضوي على نوع واحد، وأن هناك عدة طرق لتصنيف حالات سرطان الثدي. وفي الواقع، تعد أورام الثدي أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في المملكة العربية السعودية بما يقرب من 4000 حالة يتم تشخيصها كل عام. وأوضح الدكتور الفهيدي أن  التصنيف البيولوجي أو التصنيف الجزيئي على وجود أو عدم وجود مستقبلات الهرمونات، على وجه التحديد مستقبلات هرمون الأستروجين (ER) ومستقبلات البروجسترون (PR) ومستقبل عامل نمو البشري الثاني (HER2).

كما سلّط المتحدثون الضوء على سرطان الثدي ثلاثي السلبية (TNBC) والذي تبلغ نسبة الإصابة فيه بالمملكة العربية السعودية 16٪ من جميع حالات سرطان الثدي، لكنه يعتبر أكثر أنواع سرطان الثدي عدوانية، وعادة ما يتم تشخيصه في مرحلة لاحقة من الإصابة، وينطوي على معدل انتشار مرتفع خارج منطقة الثدي لا سيما في الدماغ. وعادةً ما يصيب سرطان الثدي ثلاثي السلبية النساء الأصغر سناً بنسبة أقل من 1 لكل ألف، مقارنة بأنواع سرطانات الثدي الأخرى.

وفي ختام حديثه، أشاد الدكتور الفهيدي بالجاهزية الاستثنائية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية لمكافحة سرطان الثدي وإدارته، واليوم، لم يعد المرضى مطالبين بالسفر للحصول على العلاج، لا سيما مع امتلاك المملكة موارد وخبراء ومراكز أبحاث وحلول راسخة لتسهيل رحلة المرضى وعائلاتهم لمكافحة سرطان الثدي. الأمر الذي تم تأكيده من خلال شهادات المرضى الحاضرين الذين واصلوا توضيح أهمية التشخيص المبكر.

وفي يومنا الحاضر، تتوفر لسرطان الثدي خيارات علاجية متعددة بما في ذلك الجراحة، والعلاج بالأشعة، والعلاج الكيميائي، والعلاج المناعي، ومرافقات عقاقير الأجسام المضادة والعلاجات الموجهة الأخرى. ويمكن علاج سرطان الثدي بشكل كبير في المراحل المبكرة من الحالة، علماً أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات هو 99%.

يذكر أن الجلسة النقاشية الإعلامية قد تم تنظيمها مؤخرا في جدة بواسطة “غيلياد ساينسيز”، شركة الأدوية البيولوجية القائمة على الأبحاث وذلك بهدف تسليط الضوء على أنواع سرطان الثدي لا سيما سرطان الثدي ثلاثي السلبية في المملكة العربية السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *