الدولية

السودان.. الحكومة المدنية مطلب شعبي

الخرطوم – البلاد

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم أمس (الثلاثاء)، تظاهرات حاشدة إحياءً للذكرى الأولى لتسريح الحكومة المدنية، إذ طالب المحتجون بعودة حكومة مدنية قادرة على إخراج البلاد من المأزق، في الوقت الذي قُطع فيه الاتصال بالإنترنت، ووقعت صدامات بين المتظاهرين والأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
وبدأ المتظاهرون التحرك مبكرا وأقاموا متاريس لإبطاء تقدم قوات الأمن التي قامت من جهتها بإغلاق كل الجسور التي تربط بين ضفتي نهر النيل في العاصمة السودانية لمنع المحتجين من الوصول إلى القصر الجمهوري، بينما ناشد والي الخرطوم المشاركين في التظاهرات أن يكونوا سلميين وألا يقوموا بتخريب الممتلكات العامة، قائلا: “أغلقنا الجسور لمنع أي عمليات تخريبية”، متمنيا أن يحدث توافق سياسي ينهي الأزمة السياسية التي تضررت منها البلاد. وأضاف: “على السياسيين الاجتماع على كلمة سواء لإخراج البلاد من أزمتها. ونبذل الجهود لانسياب الخدمات مثل المياه والكهرباء للمواطنين”.

وكانت السلطات السودانية، أعلنت عشية التظاهرات، إغلاق الجسور بالعاصمة الخرطوم عدا جسري سوبا والحلفايا، فيما ودعت لجان المقاومة نشطاء وقوى سياسية للخروج في “مليونية 25 أكتوبر”، للمطالبة بالحكم المدني الكامل. وأكدت السلطات حرصها على حماية المشاركين في المواكب والمسيرات السلمية التي تعبر عن إرادة الشباب. وأضافت أن الأجهزة الأمنية تعمل من أجل حفظ أرواح وممتلكات المواطنين وأمنت على حق كافة الشرائح المشاركة في المواكب بممارسة التعبير السلمي الذي كفله القانون. من جهته، طالب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، بالعودة فورا لحكومة انتقالية مدنية في السودان، وذلك في الذكرى الأولى لإجراءات اتخذها الجيش وشملت إقالة الحكومة، داعيا لاحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، معتبرا أن السلطة تتحمل مسؤولية تراجع الاقتصاد واستمرار تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد خلال العام الماضي. وأكد بوريل أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية إلا إذا تحلت الأطراف بالشجاعة والإرادة السياسية اللازمة لتجاوز المأزق الحالي، داعيا السلطات وقوى الأمن للتحلي بضبط النفس وحماية الأرواح وحرية التعبير.
ودعت 13 دولة والاتحاد الأوروبي والآلية الثلاثية -التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية لشرق أفريقيا (إيغاد)- إلى تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية في السودان، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للإجراءات الاستثنائية التي فرضها البرهان، بينما ناشدت سفارات غربية في الخرطوم السلطات لاحترام حرية الرأي وحق التجمع السلمي، مطالبة بعدم استخدام القوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *