يعرف الطفل في مواثيق الأمم المتحدة على أنه الشخص الذي يقل عمره عن 18 سنة، وأقر الجميع تحت مظلة الأمم المتحدة أن له من الحقوق التي ينبغي على البالغين مراعاتها ما يكفل له حياة كريمة إلى أن يشتد عوده، ويقوى على مباشرة حاجاته بنفسه، وجميع الأطفال يمتلكون هذه الحقوق، ولا يجوز معاملة أي طفل معاملة غير عادلة لأي سبب من الأسباب.
ولقد اهتم الدبلوماسيون الإنسانيون بقضية حقوق الطفل منذ باكورة العمل الإنساني؛ ذلك لأن النزاعات المسلحة دائمًا ما تتسبب في تشتيت عائلات ومجتمعات بأكملها؛ الأمر الذي يُعرِّض أفرادها الأكثر استضعافًا لمزيد من المخاطر، خاصة الأطفال الذين يعانون من العواقب المباشرة للنزاعات المسلحة وغيرها من حالات العنف، فقد يُجنَّدون في صفوف الجماعات المسلحة، أو يوضعون رهن الاحتجاز، وربما يتعرَّضون للتشويه أو الاغتصاب أو القتل، كذلك يمكن أن يؤثر العنف المسلح على الأطفال بطرق أخرى مثل تشرُّدهم، أو تذوُّقهم لمرارة فقدان الأقارب أو الانفصال عنهم، أو تعرُّضهم لأحداث تصيبهم بالصدمات النفسية، كمشاهدة أعمال العنف أو إجبارهم على المشاركة فيها.
وينفذ العاملون في مجال الدبلوماسية الإنسانية عددًا من الأنشطة التي تهدف إلى حماية ومساعدة الأطفال المتضررين جرَّاء النزاعات المسلحة وغيرها من حالات العنف، وتركز هذه الأنشطة على تلبية احتياجات الأطفال غير المصحوبين بذويهم، أو المنفصلين عن الأقارب أو غيرهم من مقدمِّي الرعاية.
ولكن غالباً ما يفرض العنف المسلح معوِّقات كثيرة تحول دون حصول هذه الفئة على الرعاية المناسبة، وأهمها حقهم في التعليم، والرعاية الطبية، حيث تمنع هذه الفئة من الوصول إلى المدارس أو المرافق التعليمية الأخرى.
لذا كانت أولى أولويات اللجان الدولية هو تحقيق إمكانية حصول الأطفال على التعليم أثناء النزاعات المسلحة، حيث تحث اللجان الدولية العاملة في المجال الإنساني الأطراف المتحاربة إلى احترام القانون الإنساني، لا سيما أحكامه التي تهدف إلى حماية تعليم الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، وتعهَّد العديد منها باتخاذ تدابير ملموسة لضمان احترام الأحكام المتعلقة بحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، وتدعو إلى اتخاذ كافة التدابير الممكنة للحدِّ من استخدام مثل هذه المباني المدنية لأغراض يمكن أن تؤدي إلى فقدان الحماية التي يكفلها لهم القانون الإنساني.
ختامًا فإن العاملين في مجال الدبلوماسية الإنسانية لا يكفون عن الدعوة إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حصول الأطفال على كافة أنواع الرعاية، وتسعى إلى تعزيز مبدأ عدم مشاركة وتجنيد الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر في النزاعات المسلحة، إضافة إلى اعتماد إجراءات ملموسة لحماية ومساعدة الأطفال في النزاعات المسلحة.
* رئيس مركز الاستشارات والتدريب والتطوع بالمنظمةالعربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.