مفهوم التنقل ووسائطه مختلف تماما عن مفهوم تطوير صناعات كثيرة، حيث تلعب التكنولوجيا وتطبيقاتها دورا أساسيا في تطوير الصناعات الأخرى ، الا أن الأمر يختلف تماما بالنسبة للمواصلات حيث حل مكانها مفاهيم ومعايير مختلفة وجديدة تسمي التنقل، تماما مثل التنقل بإستخدام أقدام الإنسان والحيوان.
التنقل ليس تطويرا فحسب ، بل هو تحول ونقلة نوعية في الإبداع والإبتكار، إنها جملة وسائل ووسائط لانتقال الإنسان من مكان الى آخر في أي وقت يشاء بمفرده أو جماعات، ويتم ذلك عن طريق طائرات تقلع وتهبط عموديا، ودراجات وسيارات طائرة، وعربات ذاتية القيادة، ودرونات وعجلات يمتطيها الإنسان لتنقله.
من مكان الى آخر، إنها صناعة بكرية جديدة، تتحسس طريقها لطفرة تغير حياة البشر، نتحدث كثيرا عن حياتنا الذكية القادمة ونقول، المدن الذكية، ومطارات ذكية، وحكومات ذكية، وبيوت ذكية، بل أصبح لفظ، ذكي أو ذكية، ممجوجا ومستهجنا ومبتذلا، إلا إذا أخذ في الإعتبار المفاهيم والإختراعات الجديدة في التنقل، ووضع التشريعات والنظم لتوظيفها وجعلها ميسورة وفي متناول البشر جميعا، ويمكن إستعمالها في جميع مناشط حياتنا، بذلك نستطيع أن نعيش حياة ذكية بشكل فعال وحقيقي.
طفرة التنقل وتحولاتها ستفرز فرصا واعدة وتحديات عظيمة ستواجهها شركات ومنظمات العصر، إبتداءا من مستهلكي البقالات وخدمات التوصيل، ومرورا بالبنوك والنقل الجوي العالمي، ونقل البضائع والعمليات اللوجستية والمالية، وخدمات القطاعات الصحية وحالات الطوارئ والإنقاذ وإطفاء الحرائق الخ.
لا جدال في أن الكهرباء ستسيطر على تشغيل وإدارة مركبات التنقل المستقبلية بجميع أنواعها حفاظا على البيئة ووفرتها، ولكن التحدي الكبير الذي يواجه هذه الصناعة هو حجم البطاريات وإستيعابها للشحن السريع وإرتفاع كلفتها.
هذا وستسيطر القيادة الذاتية عبر برمجيات الاتصالات على تشغيل المركبات وهذا يتطلب أساليب متطورة تأخذ في الإعتبار تجربة العميل والتكنولوجيا التفاعلية والأمن والسلامة.
ستزداد حركة تنقل وسفر البشر لفترات أطول دون عناء وإلى أماكن مختلفة وغير مطروقة في السابق، وهذا سيعزز امتلاء السماء بالمركبات الطائرة ذاتيا تفاديا لإزدحام الشوارع وبالتالي الحد من حوادث الطرق.
وأخيرا، التنقل في الحياة الذكية، هي إبداع وإبتكار ومتعة واطمئنان وسلامة وأمان وفرص إستثمارية واعدة.