الحديث عن الساحل الغربي (ساحل البحر الأحمر)، يمتزج بالكثير من الذكريات، وقصص الأفراح والأهازيج والمواويل البحرية للأجداد والآباء، في الرحلات اليومية والأسبوعية والشهرية، ومنها ما يَمْتَدُّ لأطول الفترات الزمنية، لتلك الرحلات البحرية التي تصل إلى النصف السنوي، تجوب سفنهم الشراعية، شواطئ البحر الأحمر على الضفتين الشرقية والغربية، في الرحلات التجارية من شمال البحر الأحمر، إلى أقصى الجنوب، في زمن كان ولازال للملاحة البحرية أهميتها، ولها ربابين البحر أو مَا يُسَمَّى بـ (النواخذة)، الذين عرفوا شعابه المرجانية والجزر الجميلة، التي جادت بها طبيعة البحر الأحمر الخلاَّبة، ولازالت تُمثل الركيزة الأساسية، في قوة وحجم الاقتصاد السعودي، الذي يشهد نقلة تاريخية، مع توفر ثقافة الوعي السياحي، والاقبال المتزايد، لدى رجال الأعمال السعوديين، في مجال الاستثمار السياحي محلياً.
إضافة لزيادة الرغبة المؤكدة لكُبرى الشركات العالمية، بالمشاركة بالأنشطة السياحية، لقناعة الرأي العام العالمي، بمتانة وقوة وأمان الاقتصاد السعودي، ومع ايماننا بأن المتغيرات والفرص الاستثمارية، فرضت سرعة الأداء حالياً، لاستكمال البنية التحتية، مع مراعاة الزمان والمكان، اللذان يتناغمان إيجابيا لظروف المرحلة، لتأتي الأخبار السَّارة في مستهل الأسبوع الحالي، بافتتاح أطول جسر شُورى المائي، والذي يزيد طوله 3.3 كم، بالتقنية الهندسية العالية الجودة، وبالسرعة التنفيذية المطلوبة، يُعد جزءاً أساسياً للبنية التحتية والتي يتطلع إليها الجميع، في وقت قياسي بحيث ينتظر الانتهاء، لهذا المشروع الاستثماري، مع نهاية العام الميلادي القادم، كأجمل الواجهات الحضارية، لهذه الجزيرة في قلب البحر الأحمر، ومن المُؤكد أنه سيتبع هذا المشروع، مشاريع سياحية مماثلة قادمة، وهو ما سبق المطالبة بها من قبل، لضمان الدراسات الاستراتيجية العائدة بالخير على الوطن.
ووجدت تأييداً وتشجيعاً من قبل الرأي العام السعودي، وتعددت المؤلفات قديمها وحديثها، عن جغرافية وجيولوجية وتاريخ البحر الأحمر، ولعلَّنا نشهد المزيد من إقامة المؤتمرات والندوات والتغطيات الإعلامية، لإبراز مميزات هذه الجزر على البحر الأحمر، التي كادت سابقاً أن تتحول لأملاك خاصة، وبعضها أرَادُوا تصميمها لمخططات سكنية، ضمن بورصة الأنشطة العقارية المحدودة الاستثمار، وتتطلع الأجيال المعاصرة اليوم، لرؤية المملكة 2030، بواقعية وجدوى اقتصادية، أكثر نجاحا على المدى القريب والبعيد، لتحقق أحلام الشباب، بإيجاد فرص وظيفية، واستثمارات سياحية لرجال الأعمال السعوديين، مُرَحِّبةٌ بالاستثمارات الأجنبية، التي تواكب توجهات الدولة السياسية والاقتصادية، بتوفير معايير السياحة الدولية بالمملكة، ويأتي في مقدمتها الأمن، الذي تتمتع به كافة حدود المملكة، والبحرية على وجه الخصوص، متى ما توفرت المرونة بالمشاريع السياحية، والانفتاح على العالم الخارجي، وجلب الاستمارات الخارجية.