تمضي وزارة الإعلام وهيئاتها بخاصة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، قدماً في جهد جميل مقدّر ومشكور باتجاه ضبط وتقنين الحالة الإعلامية والإعلانية والتسويقية في البلد بعد الانفجار الهائل الذي قذفت به ما أطلق عليها السوشيال ميديا.. ونحن على يقين أن الأمر وضعه معقّد للغاية، والتقنين شأنه دقيق جداً، كما أن المتابعة ستكون ملحة وأكثر أهمية من مسألة التقنين.. فلا فائدة من قوانين لا تطبق بدقة لا خلل فيها، وعزيمة لا تثاؤب خلالها، ومتابعة لا غفلة فيها..
وفي هذا الاتجاه نقترح على هيئة الإعلام المرئي والمسموع -إن كان يدخل في اختصاصها- ضبط مسألة أخرى قد تكون مضللة وتنطوي على قدر كبير مما يسمى (الهياط).. وهي كتابة معلومات تعريف غير صحيحة ومبالغ فيها بل تدخل في خانة الكذب..
فمثلاً عندما يعطي أحدهم نفسه لقب سفير أو دكتور أو مهندس أو أ. د. وهي منه براء.. أو عندما يعطي أحدهم نفسه لقب مستشار أو شاعر أو روائي أو كاتب محتوى أو كاتب رأي أو مدرب أو مدرب مدربين.. وهناك من الألقاب ما يستخدم على نطاق واسع يتضح عندما يكتب أحدهم ألقاباً ومناصب ومراتب وظيفية ورتباً عسكرية سابقة له.. فما مبرر التشبث بها بعد انتهائها، فهذه المراتب والرتب أصبحت في خانة (سابقاً) وقد ذهبت مع (سابقاً) ولم يعد لها اليوم مكان.. والتشبث بها ادعاء شيء غير موجود.. ومكانها الوحيد عندما تكون هناك حالة تعاقدية للشخص مع أطرافٍ أخرى، ولكي تعرف جهة عما تعاقدت معك من أنت فتطلَبُ منك تقديم سيرة ذاتية CV تعرّف نفسك بها ليأخذها الآخرون بعين الاعتبار عند المقابلة، ويحاطون علماً بخبراتك الماضية، ومهاراتك السابقة.. غير هذا لا مكان لـ(كنت وكنت وكنت).. فقد ذهبت هذه الـ(كنت) مع زمانها..
فهل يعي البعض هذا؟.
ogaily_wass@