ان من اهم عوامل نجاح الفرد وقدرته على مواصلة انجازاته وعدم الاستسلام للتغيرات التي تحيط به هو حبه لذاته الذي يدفعه الى المواصلة والاستمرارية والإصرار على النجاح، ولكن ماذا لو ان اكتفاء الفرد بذاته اصبح مؤديًا الى عقبات كبيرة وحواجز تحول بينه وبين ما يريد تحقيقه؟
ان من اولويات الفرد ان يكتفي بذاته وبحبها ولكن قد ننسى اهم ركيزة في هذا، حيث ان حب الذات والاكتفاء بها امر يخص الفرد ذاته ولكن اصبحنا مؤخرا نناشد الاخرين ونحرض الجميع على حب ذاته وهذا يقودنا الى الانانية حيث ان كل فرد منا يريد ان يصبح هو اولا.
ان الاكتفاء بالذات هي مرحلة عالية من الثقة والتقدير والتصالح الذاتي وتقبل العيوب والعمل على اصلاحها وهذا امر جيد ولكن المبالغة بالاكتفاء الذاتي يتحول الى امر مؤذٍ ليس للفرد بحد ذاته وللأفراد في محيطه أيضا حيث انه قد يميل الى الانانية ويصبح منغلقًا على ذاته تدريجيًا اذا لم يكن واعيًا لمعنى الاكتفاء الحقيقي.
يعد الانفتاح على الاخرين والتعامل معهم واكتساب الخبرات منهم أمراً هاماً للغاية حيث ان هذا يسهم بشكل مباشر في بناء شخصية الفرد وتطور سلوكه للأفضل وفي المقابل فإن الاكتفاء المؤذي يحد من قدرة الفرد على الانخراط في محيطه مما يجعل تطوره وتغيره بطيئًا كما انه يتضاعف لديه شعوره باستحقاقه لكل شيء لذاته فقط. ان حب الذات والاكتفاء بها امر طبيعي ويسعى الجميع للوصول الى هذه المرحلة ولكن يجب نسعى الى هذا باتزان
لأن احد اهم عوامل حب الذات وتقديرها هو حب الاخرين لنا والحقيقة ان حب الاخرين لنا يعزز من تقديرنا لذاتنا فعلينا ان نكتفي بذواتنا باعتدال مطلق حتى نحقق هذه السمة.
عندما تقول أنا أولًا فالآخر يقول أنا أولًا وعندما تقول انت أولًا فالآخر يقول انت أولًا.
fatimah_nahar@