الدولية

نظام الملالي.. بداية النهاية

طهران – البلاد

فيما دخلت حركة الاحتجاجات في إيران أسبوعها الخامس، دعا ناشطون إيرانيون إلى تظاهرات جديدة في أنحاء البلاد استنكارا لوفاة الشابة مهسا أميني. وعلى الرغم من قطع الاتصالات بخدمات الإنترنت وبمنصات التواصل الاجتماعي، وجه الناشطون دعوة على الإنترنت للتظاهر بأعداد كبيرة تحت شعار “بداية النهاية”، داعين الجميع في كافة أنحاء إيران للتجمع في أماكن لا تتواجد فيها قوات الأمن وأن يهتفوا “الموت للديكتاتور”. ولفت الناشطون إلى ضرورة التجمع في الساحات لأن اتصال “في بي إن” الخاص بالإنترنت أفضل، حيث تستخدم للالتفاف على قيود الإنترنت، بينما تتصدر الشابات الإيرانيات التظاهرات وأطلقن هتافات منددة بالحكومة، وعمد عدد منهن إلى مواجهة قوات الأمن في الشارع. في وقت نفذت عدة مدن في محافظة كردستان أمس إضرابات شاملة، فقد أقفلت المحال التجارية والأسواق أبوابها في كل من سنندج عاصمة كردستان، ومريوان وسقز وغيرها. وأظهرت مقاطع فيديو محال مغلقة في سقز وأسواقا بلا باعة أيضاً. وقتل 108 اشخاص على الأقل في الاحتجاجات المنددة بوفاة أميني، كما قتل 93 آخرون في مواجهات منفصلة في مدينة زاهدان، بمحافظة سيستان بلوشستان الواقعة بجنوب شرق البلاد، بحسب “منظمة حقوق الإنسان في إيران”، وكذلك تواصلت الاضطرابات رغم ما قالت منظمة العفو الدولية إنه “قمع وحشي بلا هوادة” شمل “هجوما شاملا على أطفال متظاهرين” ما أدى إلى مصرع 23 قاصرا على الأقل. ووردت تقارير عن نزول متظاهرين إلى الشارع أمس الجمعة احتجاجا على وفاة أميني، لكن مئات الرجال شوهدوا وهم يتظاهرون عقب صلاة الجمعة في زاهدان، على ما أظهرت تسجيلات مصورة. وفي إقرار غير مباشر بقمع التظاهرات التي انطلقت في إيران منذ ما يقارب الشهر دون توقف، اعتبر قائد أمني إيراني أن الاعتقالات التي نفذتها قوات الأمن، أدت إلى انحسار ما وصفها بـ “الاضطرابات”، إذ اعتبر قائد قوات الوحدة الخاصة لقوى الأمن الداخلي الإيراني حسن كرمي، أمس أن الاعتقالات أدت إلى انحسار “أعمال الشغب والاضطرابات”، في إشارة إلى الاحتجاجات الأخيرة التي فجرتها وفاة الشابة مهسا أميني بعد احتجازها من قبل شرطة الأخلاق، ما يؤكد القمع فعليا للمتظاهرين، فيما طالب آلاف الناشطين السلطات بمعرفة مصير المعتقلين من الشبان والطلاب اليافعين وحتى تلاميذ المدارس الذين سيقوا في شاحنات بلا أرقام، بينما توعدت أعلى سلطة قضائية في البلاد بمحاسبتهم دون رحمة أو تعاطف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *