متابعات

حملة سعودية لدعم المصابات وقصص نجاح ملهمة.. مختصون لـ«البلاد»: التوعية سلاح لمحاربة سرطان الثدي

البلاد – حمود الزهراني، أحمد الأحمدي، رانيا الوجيه

كشفت دراسات حديثة مؤخرا، عن ارتفاع حالات الإصابة بسرطان الثدي في بعض المناطق، وانخفاضه في أخرى، ليتساءل البعض عن أسباب ذلك، فجاء الرد من مختصين أكدوا أن الطعام غير الصحي، والجينات والطفرات الوراثية، والتلوث البيئي أحد الأسباب التي تتسبب في الإصابة بسرطان الثدي، ناصحين بأهمية الابتعاد عن الوجبات السريعة المحتوية على المواد الحافظة، والأجواء غير الصحية،

مشيرين إلى أن الإسراف في استخدام المنظفات والمبيدات في جو مغلق والتدخين استخدام البخور، وإشعال الحطب للتدفئة في البيئة المغلقة خلال فصل الشتاء، يعد مدخلا للمرض، بينما والإكثار من الدهون، وقلة الوعي في استخدام البلاستيك في الأطعمة والمشروبات الساخنة، وعدم المشي تدخل في إطار مسببات السرطان، مشددين على أهمية التوعية البيئية والصحية لجميع فئات المجتمع.

وتقول الطبيبة الاستشارية في أشعة الثدي وعضو مجلس إدارة جمعية السرطان الدكتورة آلاء بنت علي الشمراني: “حسب الدراسات تعتبر ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والابتعاد عن العلاجات الهرمونية أحد أسباب الوقاية من سرطان الثدي، وكذلك تجنب المناطاق الملوثة بيئيا”، مبينة أن الدراسات لم تؤكد المسببات حتى الآن. ولفتت إلى أن الاعتماد على الغذاء الصحي يقلل الإصابة بالسرطان، فضلا عن النشاط الجسدي الذي يلعب دورا مهما في الوقاية. وتابعت: “نحتاج إلى تكاتف وتفاعل جميع المستشفيات في القطاع الحكومي أو الخاص ومراكز الأبحاث على مستوى المملكة للبحث عن أسباب الإصابة وازدياد أعداد المصابات بسرطان الثدي لتجنت العوامل المؤثرة ومسببات المرض”.


وترى الدكتورة جميلة بنت محمد هاشمي استاذ التغذية بجامعة الملك عبدالعزيز، أن نوعية الغذاء وأسلوب الحياة تؤثران على ظهور السرطان من عدمه، مبينة أن تغيير نمط الغذاء وتقليد الآخرين قد يؤثر سلبا. وأضافت: “هناك دراسة تمت على يابانين يعيشون في أمريكا اتضح أنهم أصيبوا بنفس السرطانات الموجودة هناك مثل سرطان القولون والأمعاء والتي نادرا ما كانت تصيبهم في بلدهم، ما يعني أن تغيير التركيبة الغذائية قد يسكون سببا في الإصابة”.


وعي بيئي
وأشار رئيس لجنة البيئة بالاتحاد العالمي للكشاف المسلم الدكتور فهد بن عبد الكريم تركستاني، أن من أهم مسببات السرطان بشكل عام هو قلة الوعي البيئي الصحي خاصة في البيئة الداخلية أو المدن الكبرى، مضيفا: “هناك الكثير من العوامل المسببة للسرطان، من بينها الإسراف في استخدام المنظفات والمبيدات في جو مغلق، والتدخين، استخدام البخور بكثافة، وإشعال الحطب للتدفئة في بيئة مغلقة، خصاصا وأننا مقبلون على الشتاء، مؤكدا أهمية دور التوعية البيئية والصحية للمجتمع بجميع شرائحه.


في السياق ذاته، قال الخبير البيئي دكتور فرحان الجعيد: “الدراسات الطبية أكدت أن التلوث البيئي في المدن الكبرى عامل أساسي في الإصابة بالسرطان، فالهواء ملوث بمجموعة من المركبات الكيميائية، مثل ثاني أكسيد النيتروجين، الفورمالدهيد، ومركبات البنزين على سبيل المثال، وغاز ثاني أكسيد الكربون خاصة في الأماكن الصناعية. ولتجنب الإصابة بالأمراض السرطانية يجب العيش في الأماكن ذات الطبيعة النقية الخالية من الملوثات، والاعتماد في الطعام والشراب الخالي من المواد المصنعة، وتناول الخضروات والفاكهة المزروعة في أماكن تقل فيها نسب التلوث”.


مناعة الجسم
أكدت خبيرة التغذية وجدان قطب، أنه مع التحضر والتمدن وأسلوب الحياة العصري والسريع، يتوجه أغلب الناس إلى تناول الأطعمة السريعة مما يؤثر على صحة ومناعة الجسم، وبالتالي تزايدت نسبة الإصابة بالسرطان في المدن الكبيرة بالتحديد.
ومضى قائلا: “للوقاية يجب اللجوء للغذاء الطبيعي مثل الفواكه والخضروات والابتعاد عن السكريات، التي تتسبب تنشيط الخلايا السرطانية، ونجد في القرى والمدن النائية تكون نسبة الأمراض السرطانية أقل بكثير من المدن، فثقافة المطاعم أقل والاعتماد على الأكل الطبيعي أكثر، وبالتالي لا بد أن يكون الإنسان حريص دائما على نوعية طعامه، والاعتماد على المأكولات بدون إضافة مواد حافظة. وبصفة عامة لتجنب أي نوع من أنواع السرطان يجب الامتناع عن السكريات وتناول كميات كبيرة من الخضروات الورقية الكاملة والفواكه الحمراء وبعض المواد الغذائية التي تحتوي على مضادات أكسدة عالية مثل العسل وزيت الزيتون والبرقوق والخوخ والجزر والحبوب الكاملة والمكسرات والخردل والكركم”.


فيما اعتبر استشاري وأستاذ التشخيص الجزيئي الدكتور هاني الحضرمي، أن مسببات سرطان الثدي غالبا ما تعود إلى جينات وطفرات وراثية، فضلا عن التلوث البيئي، وهذا ما أكدته نتائج الأبحاث العلمية والدراسات عن مسببات سرطان الثدي خاصة في المدن الكبيرة، مقارنة بالمناطق النائية والريفية.

 

«زهرة أكتوبر» تقدم الدعم النفسي للمحاربات

تعزيزا للدور التوعوي بمخاطر سرطان الثدي والكشف المبكر عنه، انطلقت في جدة حملة “زهرة اكتوبر ٢٠٢٢” لدعم محاربات سرطان الثدي في المملكة، عبر مجموعة من المبادرات واللقاءات والفعاليات الترفيهية والتوعية لفريق “بهجة هبة التطوعي”، بهدف تقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان وذويهم، وتنمية مهارات المتعافين وتعزيز دورهم في المجتمع، بالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية بالمرض، الذي يصادف شهر اكتوبر كل عام.

وتضمنت الحملة التي تقودها المهندسة رغد علوي الصافي قائدة ومؤسسة فريق “بهجة هبة التطوعي” عدة مبادرات خاصة، أبرزها سلسلة حلقات الأبطال المتعافين لبرنامج “بودكاست هبة” المتضمن لقاءات وقصص نجاح مع مؤثرات اجتماعيات من دولة الكويت، ومتعافيات من مرض السرطان، تدور حول عدة محاور لإبراز منجزاتهن خلال رحلتهن في محاربة المرض والتعافي منه. وشهد إطلاق الحملة فعاليات ترفيهية لمحاربات السرطان، بالتعاون مع جمعية زهرة لسرطان الثدي، أبرزها يوم “أنتي جميلة” بالتعاون مع مجموعة صالونات لمسات بجدة للاحتفال، مع تقديم خدمات مجانية تهتم بالجمال، ولقاءات لمحاربات السرطان مع المتعافين تهدف الى رفع الطاقة الايجابية والأمل لديهن، إضافة الى لقاءات للجيل الشاب تحث على أهمية الكشف المبكر بالتعاون مع مجموعة من الأطباء، كما شهدت الحملة إطلاق مبادرة “فرحة هبة” التي تهتم بالزيارات لأقسام الأورام في المستشفيات، والاطمئنان على مريضي السرطان، وادخال الفرحة و السرور على قلوبهم، كما أطلقت مبادرة “بطاقة الخصومات” التي تقدم خصومات حصرية لمحاربي السرطان والمتعافين والكادر الطبي لقسم الأورام.

وتضمنت الحملة مبادرة “صحتي” التي تستهدف النساء في كل الأعمار، وتركز على تثقيف الجانب الجسدي والعقلي للمرأة، عبر تقديم سلسلة فيديوهات من خلال منصات التواصل الاجتماعي، بمشاركة نخبة من الأطباء والمختصين. وثمن القائمون على الحملة جهود كل المساهمين في نجاحها، والذين عملوا على رسم البسمة والبهجة على قلوب مكافحي مرض السرطان، والساعين إلى دعمهم ومساعدتهم على تجاوز الآلام التي سببها المرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *