اجتماعية مقالات الكتاب

نيوم .. بيئة إدراكية للإنسان الحديث

تعمل المملكة العربية السعودية على نمذجة مدينة إدراكية يعيش الإنسان فيها بانسجام تام وطبيعي مع بيئته المحيطة، وتستثمر التكنولوجيا وآخر ما توصل اليه العقل البشري من تقنية الاتصال وتوظيفها المثالي في أسلوب وطرائق التنمية المستدامة تصب في تحسين جودة حياة الإنسان وتعزز من رفاهيته.

وتركز السعودية على ضم الأعصاب التقنية الحيوية كمنظومة رئيسية تشغيلية للمدينة الذكية التي تشمل الاقتصاد الحديث ورأس المال البشري الشغوف والتنقلات اللوجستية والمواصلات الذكية في إطار بيئي ذكي؛ تعمل باستمرار على تغذية قاطنيها تغذية تقنية بيئة نقية على مستوى مثالي من الانسجام.

فنيوم كمدينة إدراكية مستقبلية وبمشاريعها العملاقة كأوكساجون وتروجينا وما أُعلن عنه مؤخرًا مدينة ذا لاين وتفاصيلها من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، كمدينة أولى بلا عوادم سيارات ولا انبعاثات كربونية وبالوقت ذاته عمودًا صلبًا في التقنية والاستثمارات المالية الذكية، خاصة مع توجه العقول الذكية للاستثمار في المدن الذكية كمستقبل قادم وصلب أمام تحديات المناخ وبيئة الإنسان ومرجعه الطبيعي.

ومن الملاحظ نجد النهم العالي لدى حكومات العالم المتطلعة للتنمية في بناء المدن الذكية وتخصيص الميزانيات الضخمة في تأسيسها وهندستها بمستويات مختلفة من التقنية والمساحات والمميزات الحصرية كمدينة مصدر في الإمارات العربية المتحدة، ومدينة لوسيل في قطر، ومدينة شوينغان الصينية التي وضع مخططها الأول، إلا أن نجاحها -من وجهة نظري- لإسقاط نجاحها واقعًا مستدامًا تتبعه المدن التقليدية يومًا، يحتاج قبل ذلك كله لقائد يستشرف المستقبل وتحدياته ويؤمن بحقيقتها وطموحها ومشرفًا على تفاصيلها ومراحلها كمشروع قادم لخدمة الإنسان وبيئته وتطوره المتلاحق.

samahosaimi@gmail.com‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *