تمكن العلماء من رسم ملامح فتاة ماتت في العشرينيات من عمرها عاشت في القرن الرابع عشر، مستخدمين تقنية إعادة بناء الوجه الثلاثية الأبعاد.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، السبت، إن العلماء تمكنوا أيضا من عمل الأمر نفسه لشخصين آخرين بينهما رجل دين مسيحي، على أنه ما كان يميز هؤلاء جميعا هو وجود شقوق في أحناكهم.
وستعرض صور الاثنين (الفتاة ورجل الدين) في معرض كتاب عن الحياة القديمة في اسكتلندا، حمل عنوان “مهد المسيحية”.
والفتاة، التي لم تعرف هويتها، توفيت بينما كانت في العشرينيات من عمرها، كانت موضوعة على سرير من الصدف في قبو بأحد الأديرة ببلدة وايتهورن الاسكتلندية، واكتشفت رفاتها أثناء ترميم ذلك القبو في خمسينيات القرن الماضي.
وباستعمال تقنية إعادة بناء الوجه وتكنولوجيا الحاسوب، تمكن خبراء من جامعة برادفورد البريطانية من رسم وجه يبدو نابضا بالحياة، وسيروي هذا الوجه قصة الدير خلال معرض الكتب، الذي ينطلق السبت.
والوجوه المعاد بناؤها جزء من مشروع يعيد النظر في أرشيف المنطقة الواقعة في بريطانيا.
وبدأت القصة عندما منحت المتاحف الوطنية في اسكتلندا وخدمة متاحف غالاوي ودومفزيز جماجم 3 أشخاص عاشوا في القرون الوسطى، من أجل أن يجري عليهم الأكاديمي في جامعة باردفورد، أدريان إيفانز، مسحا ثلاثي الأبعاد.
ولاحقا، تمت إعادة بناء الوجوه رقميا، مع منحها شكلا نابضا بالحياة، وأضيف إليها تسجيل صوتي حتى تبدو وكأنها عادت من جديد إلى عالمنا.
وقال عالم الأنثروبولوجيا، كريستوفر رين، واصفا الفتاة بأنها جمجمتها كانت الأكثر تناسقا على الإطلاق، مما يظهر بقوة أنها كانت فاتنة.
وأضاف: “عندما ينمو الوجه في الطفولة والمراهقة، فإنه لا ينمو بشكل متماثل في الوقت عينه، بل ينمو يمينا ويسارا مثل المشي”.
وتابع: “لذلك، إذا كان هناك أي نوع من الأمراض أو حتى صدمة نفسية، فهذا الأمر يؤدي إلى حرمانك من النوم وتناول الطعام لفترة من الوقت، وهذا يؤدي إلى فعل فعله في تناسق الوجه”.
وخلص إلى أنه كلما كان هناك مرض وصدمات أكثر في الطفولة، كان تناسق الوجه أقل، وهو ما لم يكن في حالة الفتاة.
ودفنت الفتاة في تابوت حجري أمام المذبح في الدير، وبجانب قبر الأسقف والترا الذي كان معروفا في العمل لدى أبرشية يورك، وهذا يشير إلى أن الفتاة كانت تتمتع بمكانة عالية رغم صغر سنها.
وتساعد التقنية الجديدة في فهم تاريخ البشرية ومعرفة أكثر عن كيفية الحياة لدى الأسلاف، مثل مرحلة العصور الوسطى.