كانت زوجتي تتحدث معي عن قصة ممثلة عربية حدث خلاف بينها وبين زوجها، ثم استعرضت لي بعض المقاطع والصور لتلك الممثلة بعد الانفصال، وفي أحد لقاءاتها قالت باختصار “سافرت عشان اعطي لنفسي وقتا ، وأعتني بها ، فالنفس لها حق، وإذا لم تعتن بنفسك لا تنتظر أحدا يهتم بك، لماذا تنتظر التقدير من الناس ، الحب داخلك، ماهو خارجك”
قلت لزوجتي : هذه الفنانة استشعرت نقطة الضعف وهي عدم الاستحقاق وهي تعمل على تقوية هذا الشعور المهم ، وسوف تنجح . إن صورة الذات الصحية السليمة غاية في الاهمية ، وبرنامج الاستحقاق مثبت في نظام الانسان لكن من خلال حياتنا ونتيجة لمجتمعاتنا السلبية تتم تهيئتنا للخسارة والفشل عن طريق التدمير الذاتي الذي تكون من صورة تم تثبيتها من المحيطين بنا أننا لا نستحق.
من ضحك عليك وقال إنك لا تستحق؟
الله جعلك مكرما وخلقك في أحسن شكل وقوام ، ولم يكلفك الا ما تسطيع ، عندما تعرف قيمتك وتعمل على استحقاقك بالتيسير ” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا )”.
يقول مكسيم غوركي ” الناس الذين يستحقون لقب إنسان هم أولئك الذين ينذرون أنفسهم وحياتهم من أجل تحطيم القيود التي تغلُّ عقل الإنسان”.
إن الحل ليس عند الاخرين ولا في رضاهم، بل داخلك أنت عندما تكمل استحقاقاتك الاربعة : الاستحقاق الروحي ، المرتبط بالروحانيات وعلاقتك بربك ، والاستحقاق الجسدي المرتبط بالعناية بالجسد من نظافة وأكل صحي ورياضة ونوم ، والاستحقاق النفسي من فهم مشاعرك وادارتها وفهم مشاعر الاخرين والاستحقاق الفكري المرتبط بالوعي والمعرفة ، سوف ترى أثرًا كبيرًا في حياتك.
فاصلة:
إن الاستحقاق مرتبط ارتباطا قويا بالفعل والمبادرة والاستعداد واستغلال الفرص، أنه شعور رائع عندما تؤمن باستحقاقك، قال يوسف عليه السلام : ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) .إذا رأيت نفسك أنك شخص قادر ذو قيمة واستحقاق ، فستكون وتفعل ، وإذا رأيت نفسك أنك شخص عديم القدرة والقيمة فستكون ذلك أيضًا ، إن من نعمة الله علينا بغض النظر عما كان في الماضي، أن لدى الإنسان قوة عظيمة وهي القدرة على تغيير نفسه إلى الافضل ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.
Faheid2007D@