وتبسّم الوطن الغالي عندما انجلت دياجير الظلم وانزاحت المآسي والفتن وتهلّل البشر بقدوم الفارس البطل مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- الذي لمَّ الشتات بعد التمزق وجمع الشمل بعد التفرق عندما جعل أهم أولوياته ومقدمة اهتماماته العمل على محاربة الفقر والجهل والمرض فساد الأمن والاستقرار وزال الخوف والاضطراب وانتشر التعليم وعمّ الخير والازدهار ليصنع أعظم وحدة في التاريخ المعاصر ويبني هذه الدولة الفتية التي تحقق لها في عقود قليلة -بفضل الله- ما لم يتحقّق لغيرها من الدول الأخرى في قرون طويلة أقامها على أسس قوية وركائز ثابتة على النهج السليم في إطار الدين الإسلامي القويم.
وجاء من بعده أبناؤه الملوك البررة سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ساروا على ذلك النهج يقودون النهضة التنموية في جميع المجالات حتى عهد سلمان الحزم والعزم -حفظه الله- صاحب النظرة الثاقبة والجهود المخلصة وسمو ولي عهده الأمين -حفظه الله- صاحب الرؤية الواعية والمبادرات الراقية، واللذين أعليا البنيان ورفعا الأركان وحلّقا بالبلاد إلى العنان رقياً وتطوراً ونماءً في كافة الاتجاهات لتصبح المملكة العربية السعودية الحديثة مضرب الأمثال بين الأوطان عزةً وشموخاً وطموحاً. مما يتطلب منا جميعاً الالتفاف حول الراية قولاً وعملاً صدقاً وإخلاصاً تعاوناً وتضحية بناءً وفداءً لتظل بلادنا شامخة منيعة ورايتنا عالية خفاقة والوقوف أمام كل التحديات بكل صلابة للمضي قدماً نحو الأمام والحرص والاهتمام والتعاون الدائم لتبقى مملكتنا الغالية في الصدارة. فالتهنئة بيوم الوطن للقيادة الرشيدة وللشعب السعودي الوفي. ودمت يا وطن الأمجاد.