تطور التكنولوجيا أسبغ على حياتنا تحولات جذرية لم تكن في الحسبان .. بل غيرت شكل المجتمعات وأساليب عيشها وطريقة حياتها وتعاملاتها الشخصية والاجتماعية.
حتى التعليم في المدارس طاله التغيير وطغت اللوحيات الإلكترونية بديلا عن الكتاب .. بل تكاد أن تحل مكان الكتاب تماما .. وأصبح الطلبة يحملون لوحا الكترونيا واحدا لا يتجاوز وزنه الكيلوجرام .. بعد أن كان وزن الكتب التي يحملها الطالب تزيد عن 4 كيلوجرامات إلا أن تلك اللوحيات تحتوي على مئات الآلاف من الصفحات والكتب والمعلومات ومقاطع الأفلام التعليمية والتجارب العلمية والبحثية .. تمكن الطالب من الوصول إليها بسرعة وإستحضارها بضغطة أصبع خلال ثواني معدودة.
وكالعادة يشعر البشر بالخوف والقلق والتردد عند اختراع أي تكنولوجيا جديدة .. ويتمسكون بالقديم بل يقاومون التغيير الجديد .. وبمرور الزمن يتأقلمون معها وتصبح جزءا من حياتهم .. كالكهرباء والتلفزيون والهواتف الذكية والإنترنت الخ .. حيث أصبحت هذه المخترعات من متطلبات الحياة الضرورية.
وهناك تخوف من نوع آخر .. وهو أن الصغار والشباب عزفوا عن قراءة الكتب الورقية .. وتحولوا الى استعمال اللوحيات الإلكترونية للألعاب وتصفح الإنترنت للتسلية والدردشة عبر وسائط التواصل الإجتماعي .. الا أنني أري أن هذا التخوف لا مبرر له البته .. حيث أن تصفح الإنترنت أو وسائط التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية .. تتيح للمتصفح فضولا وشغفا شديدا للإستزادة والقراءة والبحث والتقصي .. والتوسع في الإستكشاف وخوض التجارب حتى الإشباع المعرفي لأي موضوع يبحر فيه القارئ أوالطالب المتصفح ..
ومن حسن الطالع .. نرى الكثير من المدارس والجامعات جنحت الى إستعمال الوسائط الإلكترونية عبر الكمبيوترات المحمولة واللوحيات .. وأستغنت عن عشرات الكتب الورقية التي كان يحملهاالطالب لأسباب عديدة منها.
المعلومات المتوافرة على صفحات الإنترنت .. متجددة ومتغيرة وفق المعارف والعلوم الحديثة .. وأن القراءة الإلكترونية تتيح التفاعل البحثي عبر مختلف الصروح والعقول العلمية في جميع أنحاء العالم .. وهذا يدعم الإبداع والإبتكار المعرفي والعلمي .. ويلقي بمسؤلية عظمى على عاتق الدارس والباحث .. وأيضا فإن البحث الرقمي والإلكتروني .. يتيحان للباحث والدارس إختيار الطريقة المثلى التي تناسب نمطه الدراسي في التعلم والإعتماد على النفس.
وأخيرا أرى أن المستقبل للقراءة الرقمية .. فاللوحيات هي كنوز المعرفة المستقبلية بغير منازع وتكلفتها أقل ومصدر معلوماتها فيه ثراء من العالم أجمع.