مَن رام النجاح والتميّز والاستمتاع بالحياة فعليه أن يرسم لنفسه رؤية شخصية، تقوم على أهداف وخطط وترتكز على الإمكانات الموجودة لديه، ووفق الأدوات المتوفرة عنده، وتوجهات العصر، والعمل على تفعيلها واستثمارها. فكل إنسان لديه إمكانيات تختلف من شخص لآخر، حسب المتوفر لديه وحسب قدراته، فالنشء الذي يستعد لبداية الحياة العملية ومشوار الحياة لديه أعظم مقوم نجاح وهو الشباب، فعلى الإنسان استثمار إمكاناته المتوفرة، والعمل على تطوير ذاته بشكل مستمر من خلال البرامج والتدريب المستمر والاستفادة من فكره ووقته في صنع نجاحه حتى وإن كان لا يملك إمكانات وأدوات فعليه أن يبدأ مشواره العملي ويعمل على تجويد عمله، فإن كثيراً من الناجحين حينما تشاهدهم اليوم أو حينما تقرأ سيرهم الذاتية ترى أنهم بدأوا من أشياء يسيرة، أو من الصفر ولكن بالجد والاجتهاد ورسم الرؤية والخطط المستقبلية والإصرار على تحقيق النجاح رغم التعثر أحيانا إلا أنهم مع هذا الإصرار وصلوا إلى قمة التميّز.
ومجتمعنا يحفل بالكثير من هذه الأسماء البارزة والنماذج المشرّفة، ويعتبر العجز الحقيقي والفشل القاتل المؤدي إلى عدم تحقيق النجاح هي نظرة الشخص نفسه بأنه لا يستطيع النجاح وأن النجاح صعب، فهذا الشعور هو أول معوقات النجاح وبالتالي الوصول السريع إلى الفشل.
النجاح لا يقوم فقط على الإمكانات المادية فإن أعظم اجتماع في العالم تم دون إمكانات ولا متطلبات تم تحت شجرة تلكم هي بيعة الرضوان التي بايع فيها الصحابة رسول صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة قال تعالى (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا).
ولكي يستمر النجاح بعد إعداد الرؤية ورسم الأهداف والعمل على تنفيذها، لابدّ من وضع مؤشرات تقيس مدى النجاح في تحقيق الأهداف والرؤية المرسومة والمخطط لها، ولقياس مدى الإنجازات الشخصية فعلى كل انسان أن يضع له ملف إنجاز يضع فيها أعماله التي خطط لها مسبقاً وكذلك نتائج رؤيته ليقيس أداءه وما حققه من إنجازات وليكن ذلك بشكل دوري سنوي، أو نصف سنوي، أو ربع سنوي، فيعزز الإيجابيات وينتقل إلى مراحل أعلى من الإنجازات، ويعالج السلبيات. إن النجاح المستمر، يكون بجودة التخطيط، والعزيمة على التنفيذ، والقياس المستمر للأداء.