الدولية

إيران تدعم الميلشيات العابثة بالأمن الفلسطيني

يندسون تحت شعارات زائفة ومفضوحة، بغية الوصول إلى مآربهم وأهدافهم، يسعون إلى فرض هيمنتهم وسيطرتهم بدعمهم المالي والعسكري والسياسي للكيانات والمنظمات الإرهابية، التي لا تتوانى عن تهديد الأمن والاستقرار وعرقلة السلام.

البلاد : متابعات

ارتمت حركة حماس في أحضان إيران من خلال الزيارات المتكررة والمتبادلة بين قيادات الحرس الثوري وحماس في ظل سيطرة حماس على قطاع غزة الأمر الذي أضَّر كثيرًا بالملف الفلسطيني، لجهة أن إيران هدفها فرض التطرف المذهبي والتشيع بعيداً عن الأهداف السامية للقضية الفلسطينية، لا سيما وأن عدد من  القيادات الفلسطينية أطلقت تحذيرات من خطورة تدخلات إيران في القضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن حماس ساهمت بتلك الخطوات إلى شق الصف الفلسطيني، وأساءت للقضية الفلسطينية لدى مختلف الشعوب العربية، التي كانت الداعم الرئيسي لها خلال القعود الماضية، مؤكدين أن طهران لا يهمها القضية الفلسطينية بقدر ما يهمها استخدام حماس ورقة ضغط في مفاوضاتها مع القوى الكبرى.

جرائم وحشية متوالية ومتتالية

يحفل تاريخ حركة حماس المدعومة من إيران بارتكاب العديد من الجرائم الشنيعة والمجازر المروعة بحق الشعب الفلسطيني، وتتضمن تلك الجرائم الاغتيال والتعذيب والتفجير، إضافة إلى العديد من انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينيون.
فمن الجرائم الشهيرة لحركة حماس الإرهابية، تفجير مسجد ابن تيمية في مدينة رفح، حيث قاموا بتدمير المسجد براجمات الصواريخ على المصلين فيه من أنصار الشيخ عبد اللطيف موسى، بحجة أنّهم جماعة سلفية في أغسطس 2009.

ويعتبر الاغتيال من أبرز جرائمهم البشعة، (إياد المدهون) عُثِر عليه مقتولًا شمال قطاع غزة عام 2013، واتهمت زوجته عناصر الحركة بتصفيته للعمل ضد مصالحهم في قطاع غزة، ووفقًا للتقرير الطبي الصادر بدت على جثة المغدور خطوطًا زرقاء كبيرة في جميع أنحاء جسده وحروق.

واغتالت عصابة حماس القيادي (أيمن طه) بعدما فكر في فضح جرائم الحركة ضد الشعب الفلسطيني، وخصوصًا قيامها بعمليات اغتيال لشخصيات فلسطينية، ثم ادعَّت أنه استشهد خلال عمليات المقاومة، وقال (حسن طه) شقيق (أيمن طه) في تسجيل نشر على موقع يوتيوب إن شقيقه لعب دورًا هامًا في إدخال ملايين الدولارات لصالح حركة حماس.

المشروع الفارسي في فلسطين

اتهمت منظمة العفو الدولية حركة حماس في عام 2015، بممارسة “حملة وحشية” ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وبحسب العفو الدولية تم توثيق عدد من الجرائم لحماس والتي منها تنفيذ 20 حالة إعدام بدون قرار قضائي، وقالت المنظمة في تقريرها إن الحملة شملت اعتقال وتعذيب وقتل المدنيين الفلسطينيين، وقد رصدت العفو الدولية في تقريرها تسوية حركة حماس حساباتها مع معارضيها، وأشارت إلى أن الأشخاص الذين عُذِّبوا أعضاء في حركة فتح، التي تعتبرها حماس خصمًا سياسيًا لها، ونوَّه التقرير إلى أنه من المفجع عنما كانت إسرائيل تقتل المدنيين بأعداد كبيرة، انتهزت حركة حماس الفرصة لتسوية حساباتها مع معارضيها.

 

وصف موقع (غيتستون انستتيوت) انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في قطاع غزة بأنها من النوع المسكوت عنه، وأشار التقرير إلى أن قرار هدم المنازل وتجريف الحقول الذي جاء في وقت قصير لم يتضمن إخطارات مباشرة للمتضررين، مما ألحق الضرر بالمزارعين، وتسبب في تهجير عدد من الفلسطينيين من منازلهم، وبحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، ونقل المركز عن قوله في بيان: أثار القرار غضبًا شعبيًا حيث اشتبك بعض المتظاهرين مع شرطة حماس، وذكر المركز أن هنالك 9 أشخاص أصيبوا بجروح من بينهم نساء، بعد تعرضهم للضرب على أيدي الشرطة، وأن سلطة حماس أبلغت العديد من المزارعين بقرارها مصادرة أراضيهم لغرض توسيع معبر رفح الحدودي.

ونوَّه التقرير إلى كون تلك الحادثة ليست الأولى من نوعها في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، والتي لم تلفت انتباه المنظمات الحقوقية، ووسائل الإعلام العالمية، حيث يتم تجاهل مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان من قبل المجتمع الدولي، لأنها ترتكب من قبل فلسطينيين ضد فلسطينيين.

الراعي الرسمي للإرهاب والتخريب

لا تتوانى إيران عن تقديم الدعم المالي والعسكري للجماعات الإرهابية، فهي تحاول تحقيق أجنداتها في بلوغ الهيمنة والسيطرة ونشر الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار، أيًا كانت الوسائل والطرق التي ستنتهجها، فقد أقَّر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (إسماعيل هنية) بتمويل إيران لإنتاج صواريخها الموجهة إلى إسرائيل، وقال (هنية) إن إيران دفعت 70 مليون دولار للحركة، لبناء ما سماه “قوى ردع” ضد إسرائيل، وأن الصواريخ التي تنتجها حماس في قطاع غزة كانت جزءًا من تلك الاستراتيجية.
وبينما يعاني الوضع الاقتصادي الإيراني في السنوات الأخيرة، جرّاء تداعيات فيروس كورونا والعقوبات الأمريكية المشددة، يستمر الدعم الإيراني المالي للجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة، وفي يناير 2018، ونوفمبر 2019، تصاعدت احتجاجات الشعب الإيراني، “لا غزة ولا لبنان، أنا أضحي بحياتي من أجل إيران”، معربين عن معارضتهم إنفاق الأموال على الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران.

العبث الإيراني في المنطقة لا يتوقف ولا يتراجع، فالأطماع الإيرانية التوسعية تتكشف يومًا بعد يوم، وبينما تحاول إيران إظهار نفسها بالداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، والساعية لوحدة فلسطين واستقرارها، تقوم بدعم الميلشيات والجماعات الإرهابية التي لها دور فاعل في إثارة الفوضى وخلق حالة من عدم الاستقرار وزعزعة الأمن الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *