قضية

مطالبات بإيجاد مجمعات صيانة خفيفة بجدة

جدة – عبدالهادي المالكي

منذ إزالة المنطقة الصناعية في حي النزهة، ونقلها إلى عسفان، بدأت المعاناة فيما يخص الصيانة الخفيفة التي لا تستغرق سوى بضع ساعات، إذ يتطلب الأمر من صاحب السيارة حال طرأ عطل خفيف أن يقطع ما يزيد عن عن 70 كليومترا وصولا إلى الورشة لإصلاح الخلل، في وقت يصعب عليه الانتظار لساعات لاستلام سيارته أو العودة بـ”أجرة” قبل الوصول مرة أخرى للورشة، مادفع البعض للمطالبة بورش صيانة خفيفة داخل أحياء جدة كسبا للوقت، خصوصا إن كان الخلل لا يستدعي قطع كل تلك المسافات وتبديد الأوقات، مؤكدين أن بعد مراكز الصيانة عن وسط جدة فتح المجال للورش العشوائية للعمل في الهواء الطلق، مع استغلال من قبل أصحابها لحاجة الناس للصيانة المستعجلة، إذ يدركون أن البعض ليس لديه الوقت الكافئ للتوجه إلى عسفان، بينما تعاني النساء بشكل أكبر في ظل استغلال أصحاب الورش العشوائية وورش المحطات لهن ماديا، لعدم تمييز بعضهن بين قطع الغيار الأصلية والتقليدية، وصعوبة وصولهن إلى المنطقة الصناعية في عسفان.

 

وقال أصحاب سيارات لـ”البلاد”، إنهم عانوا كثيرا بعد إزالة الصناعية من مكانها القديم، مضيفين: “من الصعوبة الذهاب إلى عسفان لإصلاح خلل تحتاج صيانته لبضع ساعات، فلا يمكن الانتظار بحكم أعمالنا، بينما العودة بسيارة أجرة مرهق للغاية ويستهلك الوقت الذي نحتاجه في إنجاز الكثير من الأعمال، لذلك فإن وجود ورش للصيانة الخفيفة داخل الأحياء مهم للغاية”.


وأكد المواطن أحمد الجحدلي، أنه سبق له الذهاب من أبحر الشمالية إلى ورش عسفان بسبب صدمة خفيفة ليست مؤثرة في جنب السيارة، غير أن إصلاحها كان ضروريا لتجاوز الفحص الدوري، إذ تعتبر تشويها بصريا، ما اضطره لصيانتها في إحدى الورش بعسفان. وأضاف: ” بعد وصول إلى المنطقة الصناعية بعسفان وعرض السيارة على الفني أوضح لي أن إصلاحها لا يستغرق سوى ثلاث ساعات فقط، ففكرت حينها في العودة إلى المنزل لكنه بعيد جدا، ومن الصعوبة إيجاد سيارة أجرة في ذلك المكان، فاضطررت للجوء إلى تطبيقات الأجرة ذات التعرفة المرتفعة، حيث كلفني المشوار ذهابا وإياب أكثر من 120 ريالا. لذلك أتمنى أن توفر أمانة محافظة جدة مجمعا صغيرا للصيانة الخفيفة سواء أن في أبحر الشمالية أو الأحياء الأخرى داخل جدة”.

وأشار الجحدلي إلى أن الورش الموجودة في محطات الوقود لا يوجد فيها سوى فنيي الكهرباء والتكييف، لذلك من الصعوبة إيجاد الفني الذي يمكنه إصلاح خلل في أجزاء السيارة الأخرى، ولو حاول ذلك لأفسد العربة أكثر من صيانتها، ونعاني كثيرا على مدى الفترة الماضية من عدم وجود ورش في جدة، كما أن هناك استغلالا من قبل محلات قطع الغيار من حيث الفرق في السعر، فبعض القطع قد يصل الفرق بينها إلى عشرين أو ثلاثين ريالا، لذلك يجب ضبطها من قبل الجهات المعنية لكي لا يتضرر المواطن.
غش واستغلال


اعتبرت عاتكة ملا، أن المرأة تعاني من الغش في أدوات صيانة السيارات، فالعامل في “البنشر” مثلا يشتري البطارية بسعر ويستبدلها بأخرى لا يمكن التنبوء بإن كانت أصلية أم لا، ومن ثم يبيعها للشخص بسعر الأصلية، لذلك نجد أن أغلب قطع الغيار لا تعمّر وتتلف بسرعة كبيرة من واقع أن مغشوشة.
ولفتت إلى أن أغلب أصحاب الورش ينظرون للمرأة نظرة استغلال؛ نظرا لحكمهم المسبق على خبرة النساء القليلة بالسيارات، فيحاولون تضخيم المشكلة لمزيد من الكسب المادي أو التهاون مع الخلل وأخذ المبلغ دون الاهتمام بجودة العمل، مضيفة: “نطالب بورش مجمعات صيانة خفيفة، يخصص فيها جانب لورش نسائية بحتة ليسهل على المرأة التعامل مع العاملات أو العاملين بها.

وبينت عاتكة أنه من الصعب جدا الذهاب بسيارتها إلى ورش عسفان إذا احتاجت الى صيانة لا تتجاوز ثلاث الى أربع ساعات لأن ذلك سيكلفها العودة بمبلغ كبير عبر سيارة أجرة ذهابا وإيابا. وتابعت: “من الصعب علي الانتظار في الورش بين العمال بسبب عدم وجود استراحات للنساء في الصناعية الجديدة”.


تكدس بالورش
بالمقابل يعاني أصحاب الورش والفنيين من تكدس السيارات أمام محلات الصيانة في صناعية عسفان، لأن الكثيرين لا يأتون للصناعية بالسرعة المطلوبة لاستلام سياراتهم عقب الصيانة، ربما لبعد المسافة أو لانشغالهم وعدم إيجاد الوقت الكافئ للذهاب إلى عسفان، وفي هذا الاتجاه قال أحد فنيي الصيانة: “بعد الورش تسبب في تكدس السيارات في أمام بوابات الورش، حيث أصبحت ظاهرة السيارات المهجورة في منتشرة في المنطقة الصناعية، فبعض السيارات لم يأت أصحابها لاستلامها، وبعضهم يتأخر في الاستلام إلى ما يقارب شهرين. علما بأن صيانة هذه السيارات لم تتجاوز خمسة أيام فقط، كما أن هناك من جاء بسيارته المعطلة ووضعها بجوار الورش وتركها على أمل أن يعود لها في وقت لاحق، غير أنه لم يعد ولا أدري إن كان السبب هو بعد المنطقة الصناعية أم التكاسل وفي كل الأحوال ينبغي أن تختفي هذه الظاهرة بفرض غرامات على المخالفين”.

 

ملاحقة العمالة المخالفة لوقف الاستغلال

تلاحق أمانة محافظة جدة، المخالفين الذين يستغلون أراضي بيضاء وبيوتاً عشوائية لاستخدامها كمستودعات وورش صيانة سيارات، إذ سبق وأزالت 58 مستودعا وورشة وأسواراً مقامة بطرق عشوائية وغير نظامية من قبل المخالفين ممن يعتدون على الأراضي الحكومية دون وجود ما يثبت ملكيتهم لها، وسحبت 21 ناقلة من مواقع مخالفة، ما يؤكد السعي لإزالة المظاهر العشوائية.
وتستغل عمالة مخالفة حاجة ملاك السيارات للصيانة المستعجلة في ظل بعد المنطقة الصناعية عن وسط جدة، ويمارسون المهنة في الهواء الطلق كما أشارت “البلاد” لذلك في عددها الصادر بتاريخ 2 /3/ 2022 تحت عنوان: “ورش الهواء الطلق في ساحات حي النزهة”، متطرقة لوجود عمالة مخالفة تقوم بصيانة السيارات مستغلة حاجة الناس للورش داخل أحياء جدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *