رياضة مقالات الكتاب

إعلاميون في المحاكم!

القضاء هو الحكم والفصل في المنازعات لتحقيق العدل في الأرض بين الناس، ويبقى حق التقاضي مكفولا لكل شخص؛ إذ تنظمه التشريعات من خلال تفسير القوانين وشرحها وتوضيحها ومن ثم تطبيقها.
ويكفل القضاء حماية حقوق المتضررين، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، واللجوء إليه هو أسلوب حضاري يعكس مدى الوعي الحقوقي والإنساني لدى المجتمعات.
وبما أن للقانون مواده وللنظام بنوده، فلا يرفض أو يستنكر تطبيقها إلا من يخالفها ويمارس عكسها، وحتى لا أبحر في تفاصيل القانون ودهاليز القضاء بشكل كبير؛ كوني لست متخصصا في ذلك، ولكن ما أثار قلمي لكتابة هذا المقال ما شاهدته خلال الفترة الأخيرة من (إعلاميين في المحاكم) تحت مجهر المساءلة القضائية على المستوى الرياضي، وهو الأمر الذي لم نعتد عليه كثيراً، ولم يكن له في وسطنا الرياضي وجود.
اعتذارات الإعلاميين الرياضيين عبر صحفهم الرسمية، أو حساباتهم الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعي تدعو للاستفهام بكل علاماتها وتأخذنا إلى (من) بكل حروفها، ونسأل (لماذا) بكل تعجباتها حتى الوصول لـ (متى) بكل ما فيها من حيرة.

من المتسبب! لماذا وصلنا لذلك! متى تنتهي هذه الظاهرة!
الإعلامي الرياضي هو جزء لا يتجزأ من المنظومة الرياضية، وهو أحد مكوناتها؛ بل وأجزم بأن معظم الإعلاميين الرياضيين ينتمون للكيانات أكثر من بعض الرؤساء، وارتباطهم بها يعود لعشق قديم ولربما عُرف من جماهير ناديه ومحبيه قبل أن يكون ذلك الرئيس رئيسا أو حتى قبل ان يكون له اسم وحضور داخل الوسط الرياضي؛ لذلك احترموا تاريخهم المهني وانتماءهم الحقيقي، وما قدموه لخدمة أنديتهم إعلاميًا، فعلى كل مسؤولي الأندية أن يتقبلوا الانتقاد كتقبلهم الإشادات بكل حب وتقدير.

هنا لا أتحدث عن من يسيء للأشخاص أو الكيانات، فهذا أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً، ولا من يستقصد إيراد معلومات مغلوطة لإلحاق الضرر عمداً بأشخاص أو كيانات، محاباةً منه لأندية عن أخرى، ولا أقصد أشباه الإعلاميين غير المهنيين الذين ما زالوا يمارسون المهنة وعليهم ثوب المشجع، ولكن أتحدث عن من يبدي وجهة نظره بكل حيادية وتجرد في عمل إداري أو فني سواءً كان بالإيجاب أو بالسلب.
أعلم جيداً أن رؤساء الأندية ومسؤوليها وضعوا لخدمة الأندية وإسعاد جماهيرها والحفاظ على حقوقها وفق الأنظمة واللوائح وهم ثقة لذلك، ولأن الهدف الأول هو تحقيق المنجزات وليس المحاكمات، فلن يسجل التاريخ منجزا تحت مسمى كسب (حكم قضائي ضد إعلامي).

أتساءل: من يريد أن يتقدم بشكوى ضد من انتقده في عمله.. لماذا يستغل استخدام اسم الكيان لتصفية الحسابات. لماذا لا يتقدم باسمه وهويته ويذهب حيث شاء، بل وإلى أعلى درجات التقاضي فله كامل الحق في ذلك!!
إمضاء:
إن قضاء سبع ساعات في التخطيط بأفكار وأهداف واضحة لتحقيق البطولات أفضل نتيجة من ملاحقة القضايا في المحاكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *