وأنا أتجول في مراكز التسوق في جدة ودبي والقاهرة لفت نظري عدد البوتيكات والماركات الجديدة التي تبيع الجمال، مثل محلات الماكياج وأدوات ومواد زينة المرأة والرجل، وفي أطراف تلك المدن تجد عيادات التجميل والتخسيس، ومراكز طبية لزراعة الأسنان وأخرى للعيون والأنوف والشفاه وتجميلها، وهناك مراكز رياضية تبيع العضلات والصحة الجسمانية وأخري تبيع المكملات الغذائية،
وانتهيت الى أن العقد القادم هو مستقبل الصحة والجمال، وأن هناك ارتباطا وثيقا بينهما وبين الثورة التكنولوجية التي تغزو حياتنا اليوم.
وعندما نتحدث عن التقدم والتطور التقني القادم في صناعات الصحة والجمال، لا نقصد به الأجهزة الرياضية الحالية المطورة تقنيا، وكذلك لا نعني مجففات الشعر والمرايا المضاءة، بل نقصد الروبوتات والذكاء الاصطناعي وهما البعدان الجديدان اللذان سيدخلان هذه الصناعة وتحولها الى صناعات رقمية، تمكنها من اتخاذ القرارات الجمالية والصحية وفق المعايير الشخصية التي يرغبها الإنسان.
الهدف الأسمى لصناعات الصحة والجمال، هو بث أو بعث مشاعر الرضا والقناعة والراحة النفسية للإنسان وفق معاييره ومتطلباته واحتياجاته الشخصية، لذلك نجد أن حجم هذه السوق عالميا يقدر 2.8 تريليون استرليني، والمتوقع أن يصرف المستهلك الإنجليزي ما قيمته 487 إسترليني للشخص الواحد سنويا وذلك وفق تقارير جلوبال داتا.
وتجدر الإشارة الى أن تطورات هذه الصناعة المستقبلية ستغطي الأبعاد التالية:
الصحة الوقائية واللياقة البدنية، البعيدة عن الأدوية والعلاجات التقليدية، بل بممارسة نمط حياة صحي وممتع، والبعد الثاني الغذاء، ويعني الطعام الصحي الذي يعتمد على منتجات طبيعية ومقبولة طعما وشكلا وموضوعا، والبعد الثالث النوم الهنيئ المريح، عبر التطبيقات الإيحائية التي تحاكي الدماغ، والرابع هو الصفاء الذهني، والذي يمكن تحقيقه عبر تمارين اليوجا والتعامل مع الطبيعة وجمالياتها ونسماتها.
وأخيرا إنني أرى أن تتحول ثقافة وممارسات الجمال الصناعي أو المزيف والمؤقت الحالية، الى مفهوم الصحة المستدامة للإنسان منذ الطفولة، وحتى يمكن حصاد نتائجها في سن الشيخوخة.