البلاد ـ حائل
رغم تطور التقنيات الحديثة، غير أن مهنة ” كتابة المعاريض” ما زالت صامدة أمام تغيرات الزمن، فمنذ سنوات طويلة ما زال
طلال الرشيدي يتخذ مقعده وطاولته التي يستقبل بها الراغبين في كتابة معروض، كما أنه ما زال عاشقا للآلة الكاتبة ومتشبثا بها ولا يريد فراقها وتركها في أرشيف التاريخ.
يقول الرشيدي إنه ينهض كل يوم في السابعة صباحاً ويتوجّه إلى موقع عمله في حائل وهو يحمل، معه آلته الكاتبة التي ما زالت تقاوم تصاريف الزمن وينهمك ليدوّن على الأوراق ما يمليه عليه المراجعون ثم يعود إلى منزله في الثانية ظهراً.
ويستذكر الرشيدي البدايات حين كان سوق كتّاب المعاريض نشطاً وحيوياً، فاستهل حينها مهنته بالكتابة بخط اليد، وبعد ست سنوات استطاع شراء آلة كاتبة.
ويقول الرشيدي إن الهواتف والأنظمة الحديثة، خطفت البريق من الآلة الكاتبة وبينما كان يكتب سابقاً ما يقارب الـ16 معروضا في اليوم، بالكاد يكتب ستة معارض في الوقت الحالي،لافتا إلى أنه أصبح خبيراً في تذليل مشاكل الناس، بحكم معرفته العريضة بسير الإجراءات وطرق تنميق الخطابات حيث اعتاد مقابلة الناس على مدار عقدين من الزمن.