اجتماعية مقالات الكتاب

المبالغة في الامتعاض

مما لا شك فيه ان لكل فرد منا نمطه الخاص وذوقه ومفضلاته في طرق ممارسة الحياة اليومية بل ووجد الكون مختلفًا في الوانه كي يتأمل الافراد ويتدبرون وكذلك هناك ما تحبه الذات وما تكرهه وكل فرد يتمتع برفاهية الاختيار المناسب لشخصه ولذاته الكريمة.

وكذلك وجدت الاختلافات لتميزنا عن بعضنا فلكل منا عالمه الذي يعيشه باختلاف تفاصيله ولكن هل هذا يعطينا الحق في اننا نرفض افكار الاخرين وقراراتهم ونسفها ولا نتقبلها بحجة ان ما قاموا به لم يعجبنا ولم يتناسب مع ذائقتنا؟

ان التذمر بكل اشكاله مؤذٍ للفرد اولا قبل ان يكون مؤذيًا لمحيطه الذي يقطن فيه حيث ان الافراد الناجحين يشكلون منظومة ويتحدون دوما سويا للمضي قدما نحو تحقيق ذواتهم فإذا أصبح الفرد متذمرا دائما فإنه سوف يلقى تجاهلا من مجتمعه لأنه يعيقهم بل يشكل عقبة في طريق تقدمه أيضا.

ان صاحب عقلية المتذمر والمتسخط يعيش في دوامة فهو يرفض كل شيء ولا يقتنع ابدا بل يتذمر من اختبارات الاخرين وهذا ما يجعل التعامل معه صعبا للغاية وذلك لأنه يصعب على نفسه أيضًا وذلك باستمرار تعقيده لجميع الامور فهو يصب تركيزه على سلبيات الاخرين بل وقد يحول الامور الايجابية الى امور سلبية دوما.

ان التذمر هو الوجه المضاد للرضا ووجد لنضعه في محله دون مبالغة او تفريط فإذا وجدنا أنفسنا متذمرين متسخطين على الدوام فيجب علينا مراجعة أنفسنا ومعرفة الاسباب التي جعلت منا نفكر في الاتجاه المعاكس وعلينا ان نتوقف مع أنفسنا وقفة جادة لاستعادة النظرة التفاؤلية لذواتنا وذلك حتى لا نحد من فعاليتنا في مجتمعنا حتى لا نكون سببًا في اقصائنا من مجتمعاتنا بسبب التذمر والتوجه الى اللطف في التعامل والتقبل.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *