اجتماعية مقالات الكتاب

التخبيب (2)

تكلمنا سابقاً عن التخبيب بين الزوجين ووضحنا أنه محاولة إفساد العلاقة الزوجية بين الزوجين وإيقاع العداوة والفرقة بينهما، بذكر مساوئ أحدهما عند الآخر أو تشويه صورته أو إيقاع الشك في نفسه، ويتحقق وقوع الضرر من التخبيب على الزوجين والأسرة نتيجة تدخل شخص سواء كان من العائلة أو غيرها لإفساد العلاقة الزوجية بشكل مباشر أو غير مباشر مما يؤدي إلى وقوع الانفصال، أو إلى زعزعة العلاقة الزوجية والثقة بين الزوجين، مع ضرورة التأكيد على أن التخبيب منهي عنه في الشريعة الإسلامية ويعاقب عليه القانون إذا تم اثبات وقوع الضرر على الزوجين أو أحدهما وعلاقة المخبب بوقوع ذلك الضرر وسوء نيته.

لنستعرض بعض التساؤلات هنا كأمثلة .. هل يعتبر تدخل أفراد العائلة بداعي الاطمئنان أو إسداء النصح والمشورة للأخوة أو الأبناء للمساهمة في تغيير الحال من قبيل التخبيب المجرم نظاماً؟ وهل يعتبر تداول الشباب صور الفتيات الجميلات في تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي أو في الديوانية أو نشر قصص من طلق أو تشجيع الأزواج على التعدد من زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة وغيرها من الأفعال المعهودة بين الأصدقاء من قبيل التخبيب المجرم نظاماً؟ وهل يعتبر نشر الصديقات لكل ما هو جديد في الموضة ونشر أخبار من انفصلت وجددت حياتها وتجاوزت مشاكلها النفسية بيسر وسهولة، ونشر صور الاحتفال بالطلاق بين الصديقات من قبيل التخبيب المجرم نظاما؟

جميع هذه التساؤلات ترد في ذهن كل من فسدت علاقته بالطرف الاخر ويبحث عن طريقة للانتقام ومحاسبة من يظن أنه كان سببا في فساد العلاقة وتشتيت الأسرة! لكن الحقيقة أن فساد العلاقة والانفصال يعود لعدة أسباب مباشرة وغير مباشرة فالمجتمع المتمثل في الأهل والأقارب والأصدقاء الذين يتعاطفون مع الزوج أو الزوجة متجاهلين وغير متفهمين للطرف الاخر وغير مهتمين بمصلحة الأسرة ككل، أو مواقع التواصل الالكتروني التي تساهم في نشر حياة الاخرين وحريتهم وسفرياتهم والبرندات العالمية التي يمتلكونها على أنها هي السعادة الحقيقية وأن الالتزام بالحياة الزوجية وعدم امتلاك نفس المقومات شقاء ما بعده شقاء، أعتقد ان جميع ذلك يعتبر من قبيل الأسباب غير المباشرة.

رغم ان جميع الأسباب السابقة مهمة ومؤثرة حقيقة، لكن اعتقادي الشخصي ان السبب المباشر في افساد الزوج هو قوة العلاقة التي تجمع الزوج بالزوجة ومدى تفانيهم لاستمرار زواجهم واستقراره، واستعدادهما للتضحية في سبيل سعادة الطرف الاخر والأسرة، ومدى تفهم نفسية الاخر والخطوط الحمراء التي تتسبب في ألم حقيقي يصعب تجاوزه.
نصيحتي هي تركيز الزوجين على بعضهما وعلى المقومات التي تزيد من تماسك الحياة الزوجية واستمرار الود والاحترام والرحمة بينهما، لأن هذا هو المهم والأهم وإذا تحقق فلن يستطيع أحد التدخل بينهما.
محامية

NUJOODQASSIM@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *