تحظى الشبكات الاجتماعية بشعبية كبيرة خاصة بين المراهقين، ويُطلب من الآباء توجيه الأبناء بالطريقة الصحيحة لاستخدامها لأنها قد تكون ضارة إذا تم استخدامها بشكل خطأ؛ فالمراهق عندما يتصفح تلك الشبكات يظهر أمامه ملف شخص ما مليء بالسعادة وقضاء وقت ممتع مع العائلة مع الأصدقاء الذين يسافرون إلى أماكن متعددة والقائمة تطول؛ ما يمكن أن نراه هو سعادة على وسائل التواصل وليس الحياة الواقعية فهؤلاء الأشخاص يصورون الجزء السعيد فقط من حياتهم على وسائل التواصل وكلما نظرنا إلى ملفاتهم يتولد لدينا انطباع بأن حياتهم أفضل منا ويبدأ تدني احترام الذات؛ عندما لا يستطيع المراهق تحقيق أو امتلاك حياة مثل الآخرين يصبح عدوانيا لأنه يقارن حياته بغرباء عشوائيين يراهم على وسائل التواصل والنتيجة أنه يرى شيئًا سلبيًا ويصبح غير راضٍ عن حياته الحالية.
أصبح تحقق المراهق من الإعجابات وعدد المشاهدات أكثر اهتماماً من فحص الواجبات المدرسية؛ وأصبح تلقي الرسائل من الأصدقاء على وسائل التواصل الاجتماعي سعادة بدلاً من بدء محادثة في الحياة الحقيقية معهم؛ ربما يعرض الأشخاص أفضل حياتهم عبر الإنترنت ويخفون الحقيقة وراءها، وقد تجلب المقارنة في بعض الأحيان الدوافع إلى حياتك بأنها كئيبة ومملة ولكنها بالمقارنة تزيد السلبية في حياتنا؛ في حين أننا نتجاهل حقيقة أن ما يمكن أن يفعله الآخرون قد يكون ضد قدرتنا؛ فنحن لا نقدر صفاتنا الخاصة وقيمنا وبدلاً من ذلك فإننا نخزي أنفسنا لأننا لا نكون الشخص الذي هم عليه؛ المقارنة تجعلنا لا نرى قدراتنا ويترتب عليه فقدان حب الذات لمقارنة أنفسنا بأشخاص آخرين نعتقد أنهم أفضل؛ يميل المراهقون إلى تصميم حياتهم على منصات التواصل الاجتماعي ويستثمرون حياتهم فيها؛ فأكثر الأشخاص نشاطا في وسائل التواصل الاجتماعي هم المراهقون فهم يحبون تحديث المنشورات وينتظرون التعليقات من المشاهد باهتمام كبير؛ خاصة أولئك الذين يقومون بسلوكيات ضارة قد تؤدي إلى الانتحار حتى؛ وهذه السلوكيات لا هدف منها سوى أن يصبح مشهوراً ولو على حساب حياته؛ وهو ناقوس خطر يطرق كل أبواب الآباء والأمهات لتفعيل الدور الرقابي بشكل أكبر على أبنائهم حفاظاً على حياتهم.
NevenAbbass@