بغداد – البلاد
وسط حالة الاحتقان السياسي في العراق، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الجميع إلى عدم الانسياق وراء الاتهامات ولغة التخوين، مشددا على القوى السياسية أن تتحمل مسؤولياتها الوطنية والجلوس على طاولة حوار وطني، لوضع خارطة طريق لحل الأزمة، محذرا من أن العراق يشهد احتقاناً سياسياً ينذر بعواقب وخيمة، كما دعا المتظاهرين إلى التعاون مع القوات الأمنية واحترام مؤسسات الدولة، داعياً في الوقت ذاته القوات الأمنية إلى الدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات الرسمية.
وطالب الكاظمي بإجراء حوار وطني عراقي يضم ممثلين من كل الأطراف لوضع خارطة طريق للحل، داعياً المتظاهرين العراقيين إلى إخلاء مؤسسات الدولة والالتزام بالنظام العام، مؤكدا أن الوقت حان لإطلاق مشروع إصلاحي تتفق عليه مختلف الأطراف العراقية. إثر ذلك، دعا ما يعرف بوزير الصدر الافتراضي، صالح محمد العراقي، أمس (الثلاثاء)، المحتجين في المنطقة الرئاسية بإخلاء مجلس النواب والاعتصام أمام المبنى.
وقال موجهة حديثه المعتصمين عند مبنى البرلمان منذ 3 أيام: “بعد تحرير مجلس النواب وتحوّله الى مجلس للشعب وجهود المعتصمين الأبطال تقرر ما يلي: إخلاء مبنى البرلمان وتحوّل الاعتصام أمام وحول البرلمان ومقترباته خلال مدة أقصاها ٧٢ ساعة، وإن كانت هناك أماكن أخرى ينبغي الاعتصام أمامها فستأتيكم التعليمات تبعا، مشددا على أن ديمومة الاعتصام مهمة جداً لتتحقق مطالبكم التي سنوافيكم بها لاحقا. وتابع: “لذا يجب تنظيم الاعتصام على شكل وجبات مع بقاء زخم الأعداد في أوقات محدّدة. نحن في طور تشكيل لجنة من قبل المحتجين لإدارة الاحتجاجات وتنظيمها والاهتمام بكل ما يلزم”.
وخففت السلطات الأمنية العراقية، أمس، من الإجراءات الأمنية في بغداد مع انحسار حدة التظاهرات. وأكدت وسائل إعلام عراقية انسحاب المتظاهرين من مختلف المناطق في العاصمة ومحافظات أخرى باستثناء البرلمان، بينما أعلنت قيادة عمليات بغداد إلغاء حالة الإنذار القصوى (ج) للقوات الأمنية العراقية في العاصمة بعد 4 أيام من اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى البرلمان العراقي وتنفيذهم اعتصاما مفتوحا.
من جانبه، أيد رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، مبادرة رئيس مجلس الوزراء مطصفى الكاظمي لإيجاد صيغة حلٍّ بشأن الأحداث التي تشهدها البلاد. وقال في تغريدة على “تويتر”: “نؤكد أهمية جلوس الجميع إلى طاولة الحوار، والمضي بخطوات عملية لحل الأزمة الراهنة، وصولًا إلى انتخابات نيابية ومحلية وفق توقيتات زمنية محدَّدة”.
وفي إطار المساعي لحل الأزمة، أعلن تيار الحكمة العراقي تأييده لخارطة الطريق التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي، في حين حذر بيان لزعيم التيار عمار الحكيم من خطورة الوضع العراقي، معتبرا أنه يتطلب من الجميع تغليب لغة الحوار. ودعا زعيم تيار الحكمة إلى حوار يؤكد على عدم وجود أي نية لإلغاء الآخر، كما حث كل الأطراف على ضبط النفس للحيلولة دون ضياع العراق، كما أعلن رئيس ائتلاف النصر العراقي حيدر العبادي تأييد مضمون بيان الكاظمي بخصوص الأزمة الحالية، داعيا كافة الأطراف للاستجابة له، مضيفا: “يلتقي مع مبادرتنا ودعواتنا للحوار والاتفاق على خارطة حل للأزمة الراهنة”، مناشدا جميع الأطراف لبدء حوارات جادة وصادقة خدمة للشعب والدولة.