الدولية

أعمدة الإرهاب تتهاوى

جدة – البلاد

تسقط أعمدة التنظيمات الإرهابية بشكل متوالٍ، ما يؤكد مضي العالم في اتجاه القضاء السريع على الجماعات المتطرفة التي أرهقت الشعوب بجرائمها المرتكبة بحق المدنيين العزل، إذ يمثل مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري ضربة موجعة لكافة التنظيمات الإجرامية، ودليل على أن الدور قادم عليها واحدة تلو الأخرى، خصوصا وأن ضربات سابقة تمكنت من إنهاء حياة الكثير من الإرهابيين في مختلف دول العالم ضمن جهود مكثفة وتكاتف بين الدول الساعية للقضاء على هذه آفة الإرهاب، من بينها المملكة التي أعلنت عبر وزارة الخارجية عن ترحيبها بإعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن عن استهداف ومقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري، الذي يعد من قيادات الإرهاب التي تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وعدد من دول العالم الأخرى قتل إثرها الآلاف من الأبرياء من مختلف الجنسيات والأديان بما فيهم مواطنون سعوديون.

 

وأكدت حكومة المملكة أهمية تعزيز التعاون وتضافر الجهود الدولية لمحاربة آفة الإرهاب واجتثاثها، مهيبة بجميع الدول التعاون في هذا الإطار لحماية الأبرياء من التنظيمات الإرهابية، بينما قال بايدن، إن العدالة تحققت بمقتل الظواهري ولم يعد لهذا الزعيم الإرهابي وجود، مضيفا أنه كان العقل المدبر أو لعب دوراً رئيسياً في الهجمات على المدمرة الأمريكية كول وسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا. وتابع: “لا أحد من عائلة الظواهري أصيب في الضربة ولا ضحايا مدنيين”، مشيرا إلى أن أجهزة المخابرات حددت مكان الظواهري في وقت سابق هذا العام، مؤكدا أن أفغانستان لن تصبح مجددا ملاذا آمنا للإرهابيين.

ويرى محللون غربيون وفقا لـ”نيويورك تايمز” أن صور الغارة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي توحي بضربة صاروخية من طراز RX9، وهو صاروخ هيلفاير مزود بشفرات طويلة يهدف إلى قتل أهداف بطاقة حركية لتقليل الأضرار الجانبية الكبيرة. وتولى أيمن محمد الظواهري قيادة تنظيم القاعدة الإرهابي القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011 خلال غارة ليلية في عمق باكستان حيث كان يختبئ. وفي نوفمبر 2020 انتشرت أنباء عن وفاة الظواهري بعد صراع مع المرض، حيث تحدثت تقارير عن إصابته بسرطان الكبد، وتقارير أخرى تحدثت عن إصابته بـالربو، فيما رد بنفسه على تلك الشائعات بخروجه في فيديو في سبتمبر 2021، متحدثاً في الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، ليلقى حفته مؤخرا بغارة جوية.

 

وكان الظواهري وفقا لرفقاؤه في السجون المصرية ضمن المتهمين في قضية الفنية العسكرية في العام 1974، وانضم لتنظيم الجهاد في نهاية الستينيات وقبل التحاقه بكلية الطب التي تخرج فيها العام 1975. ويعتنق الظواهري أفكارا متطرفة منذ شبابه عقب نكسة يونيو من العام 1967، رفقة شباب بينهم عصام القمري الطالب بالكلية الحربية والضابط فيما بعد، وأحد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وكان من بين هذه المجموعة أيضا حسن الهلاوي، إذ التقت هذه المجموعة بأحد قيادات تنظيم الجهاد الإرهابي الذي أقنعهم بالسفر لأفغانستان للمشاركة في عمليات إجرامية في أفغانستان، وسافر الظواهري بالفعل، ومكث هناك في أفغانستان لمدة عام، وتعرف لأول مرة على أسامة بن لادن، وانضم معه لمعسكر الأنصار، ثم تولى خلال تواجده في المعسكر علاج المصابين والجرحى. وعاد الظواهري إلى مصر بعد عام واحد، وطلب منه عصام القمري، وكان أحد المشاركين في قضية اغتيال السادات، إخفاء مجموعة من الأسلحة والذخائر لديه، وأخفاها أيمن بالفعل عند صديق له هو نبيل برعي، وتم القبض عليهم جميعا، وتمت تبرئة الظواهري من تهمة المشاركة في اغتيال السادات، لكنه أدين بتهمة حيازة أسلحة غير مشروعة، وعوقب بالحبس 3 سنوات حتى تم الإفراج عنه في العام 1985. وسافر لاحقاً لباكستان وأفغانستان في ذلك العام وهو 1985 بعد أن تواصل مع أسامة بن لادن، ولم يعد لمصر منذ ذلك الحين، مؤسسا مع بن لادن تنظيم القاعدة الإرهابي. وفي عام 1998 تم إدراج أيمن الظواهري ضمن لائحة الاتهام في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات السفارة الأمريكية، بينما ظل ملاحقا إلى أن أغتيل في أفغانستان ليتخلص العالم من شروره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *