إن هنالك العديد من الأفراد في شتى بقاع العالم يتعرضون لأعراض أمراض اكتئابية مع تغير فصول السنة ومنها الاكتئاب الصيفي الذي هو عبارة عن اضطراب عاطفي فصلي ينطوي على تغيرات في مزاج وسلوك بعض الأشخاص في فصل الصيف حيث يشعرون فيه بتغير حالتهم النفسية، أي ما يسمى بـاكتئاب الصيف أو “كآبة الشمس” جراء عوامل مناخية وحياتية وقد يستغرق فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر ويعود غالباً في نفس الوقت من كل عام ويختفي، ويصيب النساء بمعدلات أكثر من الرجال بيد أن الرجال تكون أعراضهم أشد حدة.
وقد أشار الدكتور إيان كوك مدير برنامج أبحاث الاكتئاب في جامعة كاليفورنيا الذي قام بإجراء عدة دراسات حول هذه الحالة إلى أن اكتئاب الصيف يصيب 10 % من الأشخاص الذين يتعرضون للاضطرابات الموسمية وتزداد معدلاته في المناطق الحارة القريبة من خط الاستواء.
إن الأسباب التي تؤدي إلى حدوث اكتئاب الصيف لا تزال غير واضحة بدقة لدى علماء النفس إلا أن هنالك نظريات توضح ظهور حالاته وتشتمل على عناصر بيئية ووراثية واجتماعية ويمكن الإشارة إلى أهم أسبابه الشائعة المتمثلة في تغير الروتين الحياتي واضطرابه في فصل الصيف مما يصيب البعض بالإرهاق والتوتر والقلق كما أن درجات الحرارة العالية تجبر البعض على المكوث في البيت مما يقود إلى الميل للعزلة، فضلاً عن تأثيرات ارتداء الملابس الصيفية على الأشخاص والهواجس بشأن المسائل المالية وازدياد مصاريف الحياة في فصل الصيف وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي التي تركز على الفروقات بين الأشخاص في أسلوب حياتهم بجانب تأثيرات الضوء على إيقاع الساعة البيولوجية للشخص الذي ينعكس على شكل اضطرابات في النوم.
ويمكن القول إن حالة اكتئاب الصيف ترجع إلى التغير في درجة حرارة الطقس والتعرض لمدد طويلة لأشعة الشمس الساطعة الحارة مما يخفض هرمون “السيروتونين” المعروف بهرمون “السعادة” في الجسم وبالتالي ينعكس هذا على الحالة النفسية للشخص.
وتشمل الأعراض الخاصة بالاكتئاب الصيفي قلة النوم وضآلة الشهية ونقص الوزن والقلق والصياح والاستثارة في أبسط الأمور والانطواء والعزلة المجتمعية وفقدان الدافع للقيام بالأعمال والإحساس بالذنب وانتفاء القيمة أو اليأس وغيرها من الأعراض.
وهنالك عدة نصائح حتى لا يكتئب البعض صيفاً منها عدم البقاء تحت أشعة الشمس لوقت طويل والنوم بقدر كاف والحرص على أداء التمارين الرياضية بانتظام والتقيد بنظام غذائي صحي متوازن، وعلى الشخص المكتئب أن يسعى لتغيير نمط حياته ويكسر الروتين من خلال القيام بنزهات وزيارات وشرب الماء بكميات كافية وتفادي الانعزال والوحدة وتنظيم أوقات النوم وفي حال لم تأت هذه النصائح بالنتائج المبتغاة فعلى الشخص أن يعرض نفسه على طبيب نفسي ليكتب له الوصفة الطبية المناسبة لعلاج الاكتئاب.
J_alnahari@
باحثة وكاتبة سعودية