أثبتت الدراسات العلمية والنفسية والتشريحية .. أنه لا فروقات جوهرية بين تركيبات وتكوينات الدماغ البشري لكل من النساء والرجال .. إلا أن هناك بعض الفروقات في أنماط التفكير والاهتمامات بين الجنسين .. حيث تظهر المرأة اهتماما أكبر في التعاون والمشاركة في أداء العاملين .. بينما يظهر الرجل سطوته وتسلطه في إعطاء الأوامر لموظفيه .. وذلك وفق دراسات المنظمة الأمريكية للدراسات النفسية .. والتي أثبتت أيضا أن الرجل يهتم بالأداء بطريقته وأسلوبه .. وذلك من خلال التوجيه المباشر لموظفيه .. بينما المرأة تظهر مرونة أكبر في توجيهاتها بأسلوب صريح وأكثر ديمقراطية.
وأثبتت دراسات أخرى أجراها أستاذي الباحث في تخصصات الدماغ البشري .. نيد هيرمان .. أنه لا اختلاف في اختصاصات أدمغة البشر رجالا ونساءً .. بل إن جميع الأدمغة تحمل نفس السمات والصفات ولكن بمعايير وقدرات متفاوته .. ويمكن ملاحظة ذلك في أنماط قيادة المرأة في المنظمات والشركات.
فمثلا .. صفات الشغف وعمق المشاعر والحرص على العمل الجماعي والحدث المستقبلي .. جميعها صفات تتفوق بها المرأة عن الرجل.أما صفات التفكير المنطقي وتحديد التوجهات ورسم الإستراتيجيات .. فهي مهارات وسمات يتفوق بها القادة من الرجال.
هذا .. وبنظرة تحليلية فاحصة لجوانب بقطاع الاعمال.. نجد أنه يعاني من بعض الارتباك وعدم وضوح الرؤية والمنافسة الشرسة والقوة الضاغطة على العاملين .. وهذا يتطلب أنماطا وسمات من القيادة النسائية مثل المرونة وحرية حركة الموظفين .. وعدم السعي وراء تحقيق سمعة شخصية ذاتية .. أو بلورة صورة ذهنية محددة والتي عادة ما يسعى إليها الرجال .. إلا أنني أري أن شيئا من السمعة المتوجة لشخصية المرأة القائد مهم جدا في عصرنا الحاضر.
هذا بعض من كثير .. مما يجعلني أجزم على أن المرأة كقائد للمنظمات القائمة اليوم هي أجدر من الرجل في التعامل مع معطيات مناخ الأعمال بالعالم في زمننا هذا.
وإذا كان ولا بد من وضع الرجل على دفة القيادة فيجدر بنا أن نطلق عليه التعبير الشايع بعد معالجته. إيجابيا ( خليك زي البنات) وهذا هو الشعار الذي ساهمت في رفعه الباحثة والكاتبة .. راجيو ناريسيتي .. وتبنته شركة بروكتر آند جامبل عام 2014 .. وتدعو راجيو اليوم لإعادة إحياء الشعار مرة أخري في عصر قيادة شركات ومنظمات اليوم.