اجتماعية مقالات الكتاب

المتاحف الافتراضية وتيسير السياحة الثقافية

المتحف الافتراضي هو كيان افتراضي على شبكة الإنترنت يتم من خلاله وضع عدد من المقتنيات المتحفية لعدد من المتاحف أو الأماكن المختلفة في إطار موقع واحد على الشبكة ويتم شرحها وإصدار البحوث والدراسات المرتبطة بها وغيرها من الخدمات المتحفية، وتستند إلى التقنية الرقمية السمعية والمرئية digital media ويجري تأسيسها على شبكة الإنترنت من أجل التعريف بمتحف ما قد لا يكون له وجود حقيقي، وبهدف المحافظة على المقتنيات الأثرية ( لوحات، أواني فخارية، صور، منحوتات … إلخ) وتوضيح تاريخها ونشر هذه المعلومات اعتماداً على قاعدة بيانات شاملة.

ومن أهم خصائص المتحف الافتراضي أنه واقع افتراضي على الشبكة العنكبوتية وليس كياناً على أرض الواقع والمقتنيات المعروضة فيه لا تعود لجهة واحدة وإنما تضم مقتنيات لها قواسم مشتركة كما توظف المتاحف الافتراضية وسائل التقنية في سبيل ربط المواد المتحفية بالدراسات والبحوث، بجانب أن المقتنيات المتحفية تكون في متناول مشاهدة الزائرين من أية جهة في العالم طوال اليوم ولا تعرف حدوداً للمكان والزمان، كما تساعد المتاحف الافتراضية على سلامة المقتنيات من خلال توفير بيئة سليمة لها وتتيح التفاعل مع المقتنيات الافتراضية ومحاكاة البيئة الواقعية وتوفر خدمات لشريحة المعاقين يصعب تقديمها لهم في المتاحف الواقعية بجانب توفيرها فرصة لإقامة معارض افتراضية مواكبة على الشبكة وغيرها. وهنالك ثلاث مراحل رئيسية لتكوين المتحف الافتراضي تتمثل في جمع المعلومات “الأرشفة” ثم مرحلة التصوير الذي يضفي على تلك المقتنيات صفة الافتراضية وأخيراً تحويل الصور من خلال تقنيات الرقمنة إلى معلومات لتكون قاعدة بيانية يتم استخدامها في المتحف الافتراضي.

ومن أهم المتاحف الافتراضية على مستوى العالم المتحف البريطاني في قلب مدينة لندن ومتحف سولومون غاغينهايم في نيويورك والمتحف الوطني للفنون في واشنطن ومتحف أورسيه في باريس والمتحف الوطني للفنون المعاصرة في سول بكوريا الجنوبية ومتحف بير غامون في برلين ومتحف ريكز، وفان غوخ في أمستردام ومتحف جيه بول جيتي في لوس انجلوس ومتحف أوفيزي في فلورنسا الإيطالية وغيرها، وفي المملكة هنالك المتحف الوطني السعودي الذي يستصحب رواده في رحلة عبر قرون من الثقافة والفن والتاريخ من العصر الحجري وحتى يومنا الراهن ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) ومتحف الطيبات ومركز سايتك للتكنلوجيا ومتحف دار المدينة وغيره.

وأخلص إلى أن المتاحف الافتراضية تعد بديلاً فعالاً وميسراً للسياحة الثقافية كما أنها تدخر جهد ووقت ومال السائح، وخير وسيلة لسلامة المقتنيات التراثية من أضرار كثرة الزيارات، ومع كل هذا إلا أن هنالك هاجساً لدى بعض المسؤولين عنها يتمثل في أن سهولة مشاهدة الزائرين للمواد الأثرية عبر الإنترنت قد يكون خصماً على حضورهم للمتاحف الواقعية.
باحثة وكاتبة سعودية

J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *