البلاد – محمد عمر
قصف حوثي متواصل للمدن والقرى، نتج عنه في الأيام الماضية مقتل وإصابة أطفال، ما يؤكد عدم إنسانية الحوثي، وخرقه للهدنة والقوانين الأعراف الدولية، حيث أصيب 11 طفلاً على الأقل وتوفي آخر في قصف مدفعي شنته الميليشيا مستهدفة حياً سكنياً في مدينة تعز، فيما بينت الشرطة أن القصف كان بربريا ووحشيا على حي زيد الموشكي المكتظ بالسكان وذلك بعدد من قذائف الهاون.
وتوفي أمس (الأحد)، أحد الأطفال المصابين متأثرا بإصابته جراء قصف ميليشيا الحوثي أيضا على حي الروضة، بينما قالت مصادر طبية، إن الطفل البراء مراد الشريف (6 سنوات) فارق الحياة متأثرا بإصابته إثر قصف الحوثيين للحي بقذائف الهاون. وتزامنت المجزرة الحوثية بحق الأطفال، مع زيارة المستشار العسكري للمبعوث الأممي العميد أنطوني هايوارد إلى تعز للاطلاع على الأوضاع الإنسانية في ظل الحصار الذي تفرضه الميليشيا على المدينة منذ 8 أعوام. وعقب المجزرة شارك العشرات من أبناء مدينة تعز وأهالي الأطفال الذين سقطوا إثر قصف الحوثيين لحي سكني، في وقفة احتجاجية، أمام مقر إقامة المستشار العسكري للمبعوث الأممي الجنرال أنتوني هايوارد الذي يزور المدينة، وذلك للتنديد بانتهاكات الحوثيين ضد المدينة، متهمين الأمم المتحدة بالتماهي مع جرائم الحوثيين. وأدان المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التعامل الأممي مع الحوثيين، معتبرين ذلك تماهياً مع جرائمهم وانتهاكاتهم اليومية ضد المدنيين في المدينة. فيما أشار وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إلى أن هذه الجريمة التي وصفها بـ”النكراء”، ترتكب في ظل سريان الهدنة الأممية، ووجود وفد تابع للأمم المتحدة في المدينة لمراقبة الالتزام بها، معتبرا ذلك يؤكد تحدي ميليشيا الحوثي الإرهابية للمجتمع الدولي وعدم اكتراثه بالدعوات والجهود الدولية التي تبذل للتهدئة وتخفيف المعاناة الإنسانية، ووضع حد لمعاناة المدنيين.
من جهته، اعتبر الباحث السياسى والعسكري اليمنى عبد الوهاب بحيبح، أن ميليشيا الحوثي تريد مشروعا فوضويا في اليمن، غير أن توحّد القوات اليمنية وإصلاح المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلة القوات المسلحة، يقطع الطريق عليها، مضيفا: “على الكل استشعار الخطر والمسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد لإنجاح مهمة اللجنة الأمنية والعسكرية”، مشيدا بالزيارات التي تقوم بها القيادة اليمنية إلى جبهات القتال في الضالع وأبين وتعز، مبينا أن هذه الزيارات تعد خطوات مهمة جدا تعكس التوجه الجديد الذي يقوده المجلس القيادي الرئاسي الهادف إلى توحيد القوات لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن عبر ذراعها المسموم ميليشيا الحوثي، كما أن هذه الزيارات تحمل في دلالاتها رسائل قوية للميليشيا الحوثية تؤكد بأن الصف الجمهوري بدأ يوحد صفوفه وأنه على أتم الاستعداد للمواجهة في حال رفضت المليشيا مبادرات السلام واختارت طريق والحرب.
إلى ذلك، قال رئيس منظمة ميون لحقوق الإنسان عبده الحذيفي لـ”البلاد”، إن المليشيا الحوثية تواصل تجنيد الأطفال، مشددا على أهمية محاسبة جماعة الحوثي على ما اقترفته من جرائم وانتهاكات بحق الأطفال في اليمن. وأضاف: “تقديم المتورطين في تجنيد الأطفال للمؤسسات العدلية الدولية وضمان عدم إفلاتهم من العقاب سواء كانوا قيادات أو مؤسسات وتكوينات تابعة لجماعة الحوثي فيه إنصاف لمئات العائلات التي أجبرت على الدفع بأطفالها للتجنيد مقابل الحصول على المساعدات الغذائية الأممية”.