طرابلس – البلاد
شددت البعثة الأممية في ليبيا، على أهمية ضبط النفس بعد اندلاع أعمال عنف رافقت التظاهرات في عدة مدن ليبية، ما يشير إلى إطالة أمد النزاع بين الحكومتين المتشاكستين على السلطة. وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز: “ينبغي احترام وحماية حق الشعب في الاحتجاج السلمي، لكن أعمال الشغب والتخريب؛ كاقتحام مقر مجلس النواب في طبرق غير مقبولة على الإطلاق. من الضروري للغاية الحفاظ على الهدوء وتعامل القيادة الليبية بمسؤولية تجاه الاحتجاجات وممارسة الجميع لضبط النفس”. فيما أصدر المجلس الرئاسي الليبي بياناً، أمس (السبت)، أكد فيه متابعته للأحداث الأخيرة على كامل التراب الليبي، وأن المجلس في حالة انعقاد مستمر ودائم حتى تتحقق إرادة الليبيين في التغيير وإنتاجِ سلطة منتخبة.
وأكد أنه لن يخيّب آمال وإرادةَ الشعب في العيش في دولة تنعم بالأمن والاستقرار الدائم. في السياق ذاته، أكد مجلس النواب الليبي على حق المواطنين في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيهم بحسب بيان لرئاسة مجلس النواب، موضحا أن رئاسة المجلس تقدر حجم المعاناة التي يعيشها المواطن في حياته اليومية وحقَه المشروع في المطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأضاف البيان، أنه في الوقت الذي تؤكد رئاسة البرلمان على حق المواطنين في التظاهر السلمي.. فإنها تدين بشدة قيام البعض بأعمالِ التخريب وحرقِ مقار الدولة والعبثِ بمقدرات الشعب الليبي، وذلك باعتبارها جرائم يعاقب عليها القانون. وأعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا عبد الحميد الدبيبة عن دعمه للمتظاهرين وموافقته على رحيل جميع المؤسسات، بما في ذلك الحكومة، مؤكدًا أن الانتخابات هي الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا.
وشهدت مدن ليبية عدة، مساء الجمعة، احتجاجات غاضبة عبرت عن رفضها للمرتزقة والفصائل المسلحة وتناحر السياسيين والوضع المعيشي القائم. وبينما اقتحم محتجون مبنى البرلمان في مدينة طبرق شرق البلاد، نظم آخرون غرب البلاد أكبر مظاهرة منذ سنوات في العاصمة طرابلس، كما اندلعت احتجاجات أخرى شارك فيها عشرات المتظاهرين في كلٍ من بنغازي والبيضاء ومصراتة، وتواصلت ليلا في أجدابيا ومسلاتة وبدر وسلوق. وهدد متظاهرو العاصمة الليبية طرابلس، أمس، بالدخول في “عصيان مدني” إذا لم يتم البدء في تنفيذ مطالبهم السياسية والخدمية.