كييف – البلاد
باتت روسيا والدول الغربية تعول على سياسة «النفس الطويل» لحسم الحرب الأوكرانية، فبينما سلطت الدول الغربية سيف العقوبات على موسكو وزودت أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أعلنت روسيا في الجهة المقابلة عن نيتها تزويد بيلاروسيا بمنظومات صواريخ تكتيكية طراز إسكندر-إم تستطيع استخدام صواريخ باليستية أو عابرة للقارات بنسختيها التقليدية والنووية. وفيما يعول بوتين على انقسام معسكر الغرب، إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد أمس (الأحد) على الوحدة، مشددًا على أن الغرب يجب أن يبقى موحّدًا في مواجهة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، معتبرا أن الرئيس الروسي كان يأمل في أن ينقسم حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع بطريقة ما.
وأضاف «لكنّنا لم نفعل ولن نفعل ذلك». ودخلت الأزمة الأوكرانية، مرحلة جديدة في تاريخها، بعد سقوط بلدية سيفيرودونيتسك، الواقعة على خط المواجهة بشرق أوكرانيا، في قبضة القوات الروسية، إثر أسابيع من القتال والقصف. ويجعل التقدم الروسي الأخير موسكو على مقربة من السيطرة الكاملة على لوهانسك، وذلك أحد أهداف بوتين، ويمهد الطريق لجعل ليسيتشانسك محور الاهتمام الرئيسي التالي، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: إنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطا لقبول اتفاق سلام مع روسيا، مضيفًا أن عواقب نجاح بوتين في فعل ما يريده في أوكرانيا ستكون خطيرة على الأمن الدولي، وستكون «كارثة اقتصادية طويلة الأمد». وضغطت أوكرانيا مرة أخرى، من أجل الحصول على مزيد من الأسلحة، بعد أن أبلغ رئيس الأركان فاليري زالوجني نظيره الأمريكي في مكالمة هاتفية أن كييف بحاجة إلى تكافؤ في القوة النارية مع موسكو من أجل استقرار الوضع في لوهانسك. وكان للحرب تأثير هائل على الاقتصاد العالمي والترتيبات الأمنية الأوروبية، إذ أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز والنفط والغذاء، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتماده الشديد على الطاقة الروسية، كما دفع فنلندا والسويد إلى السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. إلى ذلك، تدرس مجموعة السبع فرض سقف سعري على الخام الروسي، ضمن حزمة عقوبات جديدة على روسيا. ومازال هذا الملف محل تشاور وسط موقف غير واضح من فرنسا، التي أكد مسؤول رفيع فيها لوكالة بلومبرغ، أن بلاده لا تعارض المقترح بفرض سقف سعر على النفط الروسي، لكنها تطالب بنقاش أوسع مع منتجي النفط حول هذ الأمر. وأكد المسؤول أن العقوبات الأوروبية على النفط الروسي لها تأثير أكبر من العقوبات المقترحة على طاولة مجموعة السبع.