صُدِم الشارع الرياضي بأكمله بعد خسارة الأهلي مِن الرائد في جدة، وبات الجميع ينتظر الجولة الأخيرة، ليُشاهد ما سيحدث للاهلي قبل أنْ يُشاهد ما سيحْدُث في الجولة، فالأهلي- شاء مَنْ شاء وأبى مَنْ أبى- مِن الفرق غير المقبول هبوطها أبداً، لأنّ هذا الأمر سيؤثر على الكرة السعودية؛ تاريخياً وجماهيرياً واقتصادياً، ولست هُنا في صدد ذكر تاريخه، ولا حتّى ذكر الأخطاء الكبيرة لإدارته، وإنّما الحديث كلّ الحديث سيكون عن مواجهة الشباب القادمة فقط، فالأمور فعلياً لازالت في يد اللاعبين، والوصول للنقطة رقم ٣٤ يعني إنقاذ أسوأ مواسم هذا النادي العريق، والفوز لن يكون صعباً متى ما تمّ العمل عليه، ومتى ماعاد المدرب سيبولدي لِما كان عليه في مباراتي النصر وأبها، فالوقت لا يسمح لِمجاملة لاعب أجنبي كبير لا يُقدّم ما يشفع له، ووصل الفريق معه لمرحلة اليأس، لدرجة أنّك تشعر بأن الفريق معه يلعب ناقص العدد، وهذا الأمر بالتأكيد مؤثر على اللاعبين داخل أرض الملعب؛ فنياً وبدنياً وقبل ذلك نفسياً، كما أنّ دور اللاعبين سيكون كبيراً جداً بالتركيز طوال التسعين دقيقة، مع الوضع في الاعتبار بأنّ كل شيء سينتهي بعد المباراة، ولا مجال للتقاعس، ولا التكاسل في كلّ دقيقة، وفي كلّ التحام، وفي كلّ كرة، لأنّ التاريخ سيكتب لهم إمّا أنّهم صححوا أخطاءهم وأخطاء إدارتهم، أو سيكتب لهم الهبوط الأول لناد لا يعرف ما معنى الهبوط، أمّا الجماهير فليس أمامها إلّا الدعاء وتحفيز اللاعبين ومواصلة الدعم الكبير ليكتب التاريخ بأنهم في أسوأ مواسم ناديهم كانوا أكثر ثاني حضور جماهيري في الدوري بعد المتصدر الاتحاد، ووقتها ومهما كانت نتيجة المباراة إلّا أنّ هذه الجماهير ستبقى هي صاحبة القرار لِمستقبل ناديهم، لأنّ ما حدث حتّى وإنْ نجح الفريق في البقاء مُعيب في حقّ ناد صنع لنفسه قيمة اجتماعية وتاريخية وجماهيرية يجب المحافظة عليها، وعدم تكرار ما حدث، وإنْ هبط وهو الأمر الذي سأستبعده مِن مُخيلتي قليلاً فإنّ الدوري هو مَنْ خسر هذه القيمة التي لا يُضاهيها قيمة إلّا مِن خلال ٣ أندية سعودية فقط.