متابعات

المملكة تقود التحول الرقمي

جدة – نجود النهدي

خطوات كبيرة قطعتها المملكة في طريق التحول الرقمي بالتعليم، حيث تستثمر في البرامج الدراسية والدرجات العلمية في المهارات الرقمية المتقدمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والأمن السيبراني وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي، فضلًا عن الاستثمار في الابتكار وريادة الأعمال والبحوث، تماشيًا مع رؤية 2030، ما جعلها تحتل المرتبة الأولى عربيًا، والمرتبة 14 عالميًا، لأكبر عدد من الأوراق البحثية المنشورة حول فيروس كورونا، كإنجازات رئيسة تظهر مدى التزام المملكة بالتقدم والتطور التقني المبني على الأدلة، بالإضافة إلى أن 84 % من الأبحاث التي أُجريت في المملكة تمت داخل الجامعات الحكومية، التي تعمل على الاستفادة من التقدم الكبير في التحوّل الرقمي؛ إذ عملت وزارة التعليم مع جميع الجامعات السعودية على تقديم برامج تدريبية ودراسية في التعلّم الرقمي، والعمل الرقمي، والصحة الرقمية، إضافة إلى الحكومة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وكذلك الإبداع الرقمي، وتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وتجسد جهود المملكة نحو التحول الرقمي في التعليم، مشهد الطموحات في الحرص الاستثنائي من الحكومة الرشيدة على تأسيس جيل من الرياديين والمبتكرين والمبدعين القادرين على إعادة صياغة المجتمع بأفراده ومؤسساته على مرتكزات قوية، ولم يمض وقت طويل؛ حتى تحقق للرؤية طموحاتها في مجتمع سعودي قوي، يحظى بإشادة دولية. وحرصت المملكة على تبني مفهوم التحول الرقمي الحكومي، في الوقت الذي تتمتع فيه ببنية تحتية رقمية قوية أسهمت في تسريع عملية التحول الرقمي بمختلف المجالات من بينها التعليم، ومكنت هذه البنية من مواجهة الأزمات المُعطلة للخدمات في القطاعين العام والخاص كافة، كما أسهمت في استمرارية الأعمال والعمليات التعليمية وجميع متطلبات الحياة اليومية للمواطن والمقيم في ظل جائحة كورونا، حيث صُنفِت المملكة ضمن أفضل 10 دول متقدمة في العالم؛ لما تمتلكه من متانة في البنية التحتية الرقمية.


وقال أستاذ أمن وخصوصية البيانات المساعد بجامعة نجران الدكتور عبد المجيد القحطاني: إن التقنية لم تعد في حياتنا اليومية مجرد أداة، ولكنها نمط حياة تفتح للفرد والمجتمع أفاقا جديدة للإبداع والوصول للمعلومة، وتسهيل سير العمل في العديد من المجالات، مضيفا: “لا شك أن التعليم هو أحد المجالات المهمة التي شهدت تناميا في استخدام التكنولوجيا، وخصوصا بعد جائحة كورونا. ومن أهم أهداف رؤية مملكتنا الحبيبة ٢٠٣٠م هو التحول الرقمي، والتعلم الرقمي هو أحد أعمدة هذا التحول؛ لذلك تقوم الكثير من الجامعات السعودية حاليا بعمل إحصاءات دورية عن التعلم الإلكتروني واستخدام وسائل التقنية المختلفة في بيئتها كأعداد الفصول الافتراضية الأسبوعية بغرض استخدامها في دعم عملية التحول”.
ولفت القحطاني، إلى أن هناك العديد من التقنيات الحديثة التي ستساهم في تعزيز هذا التحول، كالبيانات الضخمة وتقنية الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك كذلك العديد من العقبات التي تحتاج إلى معالجة حتى نستطيع الوصول إلى بيئة رقمية تعليمية ناجحة، منها: تطبيق الحوكمة في مؤسسات التعليم، وبناء المهارة التقنية اللازمة في أفراد المجتمع، وتجهيز البنية التحتية التي تمكن من استخدام التقنيات المختلفة. لذلك لابد أن نعي جيدا أن ثقافة التحول الرقمي في البيئة التعليمية هي مسؤولية شاملة تبدأ من الأفراد بإدراك أهمية التعلم الذاتي وتنمية المهارة التقنية، مرورا بالمعلمين والمتعلمين في المدارس والجامعات بجعل الوسائل التقنية ركنا أساسيا للتعلم في حياتهم اليومية، ووصولا إلى المؤسسات الحكومية، كوزارة التعليم بتوفير الأدوات والبنية التقنية المناسبة”.

 


دور ريادي
أكد أستاذ هندسة الشبكات والاتصالات المساعد بجامعة نجران الدكتور علي آل محي؛ أنه لا يخفى على الجميع الدور الريادي العالمي للمملكة العربية السعودية في التحول الرقمي وحصولها على مراكز متقدمة، ومنها حصول المملكة على المركز العاشر ضمن أفضل 10 دول متقدمة في العالم في متانة البنية التحتية الرقمية، وهذا لم يكن ليحدث؛ لولا أن هناك خططا مرحلية بدأت من 2010 وستنتهي في 2024، بالإضافة لجعل التحول الرقمي رافدا لتعزيز رؤية 2030؛ لما له من إسهام كبير في استمرارية الأعمال وتلبية احتياج المواطن والمقيم من تعليم وصحة.
وأضاف: “هناك تقنيات ناشئة معززة للتحول الرقمي للجامعات وعلينا استشراف المستقبل لاستخدامها ومن ضمنها: إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين. وعلى سبيل المثال، هناك مشاريع ضخمة في المدن الجامعية تحتاج مراقبة لإنجازها وتتبع الأعطال قبل وبعد التنفيذ، قد يكون لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي دور هام في أتمتة الإشراف على جودة تنفيذ تلك المشاريع والتعرف والتنبؤ بصيانة المواد والحفاظ عليها من التلف ومتابعة أعمال النظافة والصيانة لمرافق الجامعة وتحقيق بنية تحتية مستدامة. وتابع: “لو التفتنا للأعمال المهمة لعضو هيئة تدريس مثل ملفات الجودة والتطوير للمقررات الدراسية؛ لوجدنا أن هذا الملف المهم الذي يتطلب قياس مخرجات التعلم وملء استمارات كثيرة وحساب نواتج المخرجات، بحاجة إلى عمل منصة إلكترونية مربوطة بهيئة التقويم والتدريب للقيام بهذا العمل وتصوير بياناته وتخزينها في حوسبة سحابية بشكل سهل ومرن يساعد الجامعات على قياس التطوير والجودة لديها”.

أحدث التقنيات الناشئة
أشار الدكتور علي آل محي، إلى تطبيق الفصول الدراسية الذكية في الجامعات سيكون ملفتا للأنظار، وقد تكون مرجعا لدراسة المخرج التعليمي للجامعات العالمية الكبيرة، منوها إلى أن الجامعات الناشئة التي تقع في مناطق ليست مأهولة بالسكان، قد تستفيد من طرح برامج دراسات عليا ذات جودة عالية وبأسعار أقل من التعليم التقليدي (الحضوري) تستطيع من خلالها تحسين قدراتها المالية وخدماتها للمجتمع.
ويرى أن الجامعات السعودية تملك البنية التحتية الرقمية المتينة لتكثيف الجهود لوضع أهداف نوعية لرقمنة خدماتها للمستفيدين وتحقيق أهدافها الاستراتيجية المنبثقة من رسالة الجامعة التي بالكاد أن تخلو من المنافسة العالمية، كما اقترح أن تسن هيئة التدريب والتقويم معايير مطورة للتحول الرقمي وجعلها من شروط الاعتماد المؤسسي للجامعات السعودية.

 

الجهني:تشريعات الأمن السيبراني تحفظ خصوصية البيانات

نوهت نائبة المشرف على مركز التحول الرقمي وتقنية المعلومات وإدارة ذكاء الأعمال بجامعة جدة، الدكتورة مها بنت محمد الجهني، إلى أن خصوصية البيانات وأمانها يعد أحد أهم ركائز التحول الرقمي في القطاعات المختلفة، خاصة في قطاع التعليم الذي يتضمن تقديم خدمات تقنية للمستفيدين من طلاب، وأعضاء هيئة تعليمية وإدارية من منسوبي الجامعات، التي تهدف إلى مساعدتهم على أداء مهامهم بسهولة وفعالية عالية، وذلك من خلال تطبيق سياسات تضمن مستوى أتمتة جيد وتحقق أمانا وخصوصية للبيانات بشكل عال. وأضافت: “مع وجود تشريعات صادرة من هيئة الأمن السيبراني ومتابعة دقيقة من وزارة التعليم، فإن الحفاظ على خصوصية البيانات وأمانها يحظى باهتمام الجهات التشريعية والرقابية بالمملكة العربية السعودية”.
وقالت: إنه في الجامعات السعودية يتم تأمين وصول محمي بكلمة مرور لها اشتراطات محددة تضمن رفع مستوى الأمان للبيانات من منسوبيها كخطوة التحقق الثنائي مثلا، مع توفير بوابة دخول موحدة لجميع الأنظمة الرئيسة في محاولات جادة للربط بين الأنظمة الرئيسة في المؤسسات التعليمية. وتابعت: “كما أن أحد أهم مستهدفات الحفاظ على البيانات وحمايتها، التي يتم تطبيقها في قطاع التعليم في السعودية هي استضافة البيانات محليا على خوادم الجهة التعليمية التي من شأنها توفير بنية تحتية رقمية تعليمية محمية تتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030م المهتمة بالتطور الرقمي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *