الدولية

الحرس الثوري يعتقل إعلاميين فضحوا فساد الملالي

طهران – البلاد

كلما فُضح إجرام قادته، لجأ الحرس الثوري الإيراني لأسلوب تكميم الأفواه والتعذيب والتصفية لإسكات صوت الحق، فبعد انتشار تسريبات فضحت عددًا من مسؤولي الملالي، نفّذ الحرس اعتقالات بحق عدد من الإعلاميين ومشغلي قنوات على تطبيق “تلغرام”، بينما اعتبرت وسائل إعلام إيرانية أن توقيف الصحافي علي قولهكي، وبعض مشغلي مواقع قريبة من الحرس الثوري، عملية تصفية حسابات داخلية في الأجهزة الأمنية الإيرانية برمتها.

واعتقلت مخابرات الحرس الثوري، رؤساء تحرير قنوات “شبه السرية” (نيمه محرمانه) و”سرائر” و”كاتب الظل” (سايه نويس)، بتهمة التشويش على الرأي العام ونشر وثائق مصنفة بالسرية، وبعض القنوات تحدثت عن اعتقال مسؤولي قناة “أبا نيوز”. وقالت تلك الوسائل: إن الغرض من هذه الاعتقالات هو مواجهة تسريب المعلومات مؤخرًا من الحرس الثوري، ومن بينها نشر ملف صوتي لحوار للقائد السابق للحرس محمد علي جعفري، ونائب الشؤون الاقتصادية في الحرس الثوري صادق ذو القدر نيا، بحسب موقع “إيران واير”، حيث اتهم التسريب حينها كلا من القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، ورئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف بالفساد المالي الاقتصادي. وتمر إيران بأزمة تتمثل بالمظاهرات المطلبية لمختلف الفئات الاجتماعية بين الحين والآخر، وخارجيًا لم يلح أي أمل في الأفق بشأن نهاية المفاوضات النووية المتعثرة في فيينا، حيث تتواصل احتجاجات المتقاعدين الإيرانيين على الوضع الاقتصادي؛ إذ خرج المئات أمس (الأحد) إلى الشوارع مرة أخرى في مدن إيرانية عدة. وأظهرت عشرات المقاطع المصورة، التي تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، احتجاجات في مدن الأهواز، ورشت، وكرمانشاه، وشوشتر، وأراك، وساري، ودرود، وشوش، بينما أظهر أحد المقاطع من كرمانشاه، المحتجين وهم يحملون “موائد فارغة”.

ونظم متظاهرو الأهواز- المنطقة التي تشهد احتجاجات شبه يومية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي مؤخرًا- تجمعًا حاشدًا أمس، طالبوا فيه باستقالة الحكومة. وفي أراك، احتج المتقاعدون على الوضع الاقتصادي مرددين هتافات: “محاربو الأمس، جياع اليوم”. أما في رشت فتجمع محتجون أمام مبنى إدارة الضمان الاجتماعي وهم يهتفون: “الويل من كل هذا الظلم”. واستمر المتقاعدون في تنظيم الاحتجاجات على مدى الأشهر الماضية، بسبب تدني معاشاتهم التقاعدية، لكن شرارة الاحتجاجات الأخيرة بدأت في 5 يونيو الجاري، وهو يوم عطلة رسمية في البلاد، حيث أعلنت حكومة إبراهيم رئيسي في هذا اليوم أنها ستزيد رواتب المتقاعدين بنسبة 10% فقط، وكذلك، نظم المعلمون في الأسابيع الأخيرة، تجمعات احتجاجية واسعة النطاق في مدن مختلفة، كما احتج مئات التجار على الوضع الاقتصادي بإغلاق متاجرهم والتجمع في مدن مختلفة؛ بسبب ارتفاع الضرائب على القطاع الخاص، فيما واجهت قوات الأمن الإيرانية معظم تلك الاحتجاجات بالقمع واعتقال عدد من النشطاء النقابيين. وتأتي تلك التظاهرات فيما تعيش البلاد ارتفاعًا في الأسعار والضرائب، في حين سجل سعر الدولار ارتفاعًا ملحوظًا، ووصل إلى رقم قياسي تاريخي، بلغ 33 ألف تومان الأحد الماضي، ما فجر شرارة تلك الاحتجاجات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *