بين هذه السطور التي كتبتها، قصة الأب الحكيم الذي جمع أبناءه، عندما أحسّ بدنوّ أجله، فقدّم لكل شخص منهم حزمةً من العصي، وطلب منهم أن يقوموا بكسرها إلى قطع متفرقة، فلم يستطيعوا. أخذ الأب الحزمة وقام بتوزيع العصي عليهم؛ عصاةً تلو الأخرى فكسروها بسهولة تامة، ثم قال الأب جملته التي يعلمها غالبيتنا منذ زمن بعيد، والتي ترددت على أسماعنا كثيرًا: ” إن اتحدتم وتعاونتم كنتم كهذه الحزمة، لا يستطيع أعداؤكم أن ينالوا منكم، وإن تفرّقتم كنتم كهذه العصي، فإنه يسهل على أعدائكم التغلّب عليكم”.
صوّر الأب لنا قوة الاتحاد بين الأخوة، فإن اجتمعوا استحكموا، وإن تفرقوا سقطوا. فالصف المتين يصعب اختراقه والفرد الهزيل يسهل ابتلاعه.
لا عيب في أن تبني سدًّا منيعًا تدافع به عن ناديك، ولا غرابة في أن تفضّل لاعبيه عن بقية اللاعبين، ولا شك في حبك وانتمائك إلا في حالةٍ استثنائية، وهي عندما يُرفع نشيد الوطن لأجل المنتخب، فمن المُعيب ألّا تتجرد حينها من كل شيء؛ لأجل استحقاق وطني، ومن المُعيب أيضًا ألّا تكف عن مقارنة ناديك وما يتضمن لأجل هوىً وإعجاب تكون المضرة به “حلم وطني” في استحقاق خارجي.
“في اللحظات الحاسمة تكون كلمة الصف أقوى للظفر بالأمجاد”.. أنا وأنت والكثيرون، إن اجتمعنا بالكلمة الواحدة التي لا يتخللها النزاع؛ بسبب ميول أو رغبة، حتمًا سنكوّن صفًّا متينًا لقوة هائلة تساهم في بناء مجدًا للوطن يستحقه ونسعد به.
يجب علينا- والوجوب أمر من أجل الوطن- أن نبتعد عن كل الميول الرياضية وحينها سنعلم أننا جميعًا للوطن فقط.