إذا كان هناك من يستحق انتزاع تذكرة العبور بالأهلي إلى بقاء وهج الكبار وتاريخه، فهو الجمهور الملكي الذي مازال يمارس أجمل قرار في استمرارية ازدهار القوى الكروية، وترقب سطوع عهد جديد. ربما يجد الأهلاويون كل الأمل في عودة ناديهم وبطولاته، وسيادة منطق الإدارة المتفهمة للمسؤولية، والعمل داخل أجواء ناديهم. لقد مارس الأهلاويون تعذيب تاريخهم باختلاف ظروف أحداثهم، خريطة تمثلت بولوج عمل إداري وخروج آخر. تعثروا بأبواب موصدة والإبقاء على مشاكلهم دون حلول توفيقية. يثيرون غبار الاسم والصورة في وقت هم بحاجة إلى إعادة الأهلي إلى عقولهم أكثر من قلوبهم.
تبعثر موسمهم من كل صوب قناعة، اختلفوا في نجومهم وتكاثرت الاجتهادات الفنية على اللاعب حتى انشطروا بالاستقالة والإعارة، تمرد اللاعب، وضاع المحترف، وبات مدربهم بين اسم وآخر. فاحت مشاكلهم لتصل مداها إلى أروقة الصفحات الرياضية وفي حديث المجالس وأصبحت الإثارة وأعمدة السبق الصحفي تتوسع بالحديث، في وقت هم بحاجة إلى هدوء التعامل مع كل ما يناسب الوقت والسرية. وكأن خاطر الجماهير الاهلاوية ما زال به متسع للمزيد من الفواجع والنكد.
إنني أبكي من أجل الأهلي ومن أجل الظروف التي حكمت عليه بالفرح من أجل هدف ومن أجل نقطة، فالألم كبير وكلما حاولنا أن نخمده نجده يخرج ” قسراً” الأهلي جنى على نفسه، وهزم نفسه قبل أن يهزمه الخصم. وإذا ما كان يفكر في صورة مختلفة، فعليه أن يعيد النظر في ( واقعه الكروي الأهلاوي) وفتح الملفات المختلفة. فالأهلي لايكفيه قدرة ويد رجل واحد، وإنما نحتاج أن نكون جميعا. وإذا تم إصلاح الأساس سيكون بعدها للملكي كلمة في مواجهة عمالقة البطولات.