خلال الثلاثة الأشهر الماضية اضطررت للسفر خارج البلاد والعودة عبر مطار الملك عبدالعزيز بجدة.. ما أتاح لي أن أقارن وأن أقيم تجربتي بين أهم المطارات العربية؛ ومنها مطارا دبي والقاهرة. ومن قبيل العدل والإنصاف، وجدت أن مطار الملك عبدالعزيز يفوق في بنيته وطرازه وجماله ومساحاته بكل الأبعاد الضرورية لبنية المطارات العالمية.
ويجب أن أتحفظ بشدة على تلك المقدمة.. وأنوه أن هناك العديد من المشاكل والعقبات التي تواجه مطارنا- كما هو الحال مع مطارات العالم- لا نكتشفها إلا بعد بدايات التشغيل التجريبي للمطار. ونحن لسنا استثناء في ذلك.
إلا أن الفرق بيننا وبينهم. أي المطارات العالمية الأخرى أن القيادات هناك استطاعت أن تتغلب على تلك المشاكل بالدراسة والنظم والتخطيط، وتوفير الإمكانات الآلية وتوظيف وإعداد القيادات التي تعمل على حل تلك المشكلات الناتجة عن سوء التقدير من المخططين والمصممين والمهندسين. الذين عملوا على تصميم المطار وبنائه.
ومن هذه الأخطاء التي يعاني منها المسافرون في مطارنا، يمكن تلخيصها في النقاط التالية.
** المسافات الطويلة التي يضطر المسافر أن يقطعها مشيا على الأقدام دون توفر عربات كهربائية بالعدد الكافي.
** المسارات أو السيور المتحركة التي تنقل الركاب إلى منطقتي الأسواق الحرة وبوابات السفر قصيرة وفراغات السير على الأقدام مرهقة بالنسبة للكثير من المسافرين.
** منطقة خروج الركاب الواصلين إلى مواقف السيارات تفتقر للتنظيم، ناهيك عن الصدمة المناخية التي يواجهها الركاب، الناتجة عن الحر الشديد والغازات المنبعثة من عوادم السيارات وهي تدور حول نفسها.
** نقص شديد في أعداد عربات العفش بأحجامها المختلفة في صالات الوصول.
** ممرات وردهات المطار واسعة، وتفتقر إلى اللوحات الإرشادية الكافية، التي تساعد على سيولة حركة الركاب واتجاهاتهم أثناء انتقالهم من منطقة إلى أخرى.
وغيرها العديد من العقبات التي يعاني منها الموظفون العاملون داخل مباني المطار وساحاته- لا مجال لذكرها هنا.
وأخيرا كانت تلك التجربة المريرة في نهاية شهر رمضان ورحيل مئات الألوف من المعتمرين والمسافرين إلى خارج البلاد، وتكدسهم بأعداد كبيرة في صالات المغادرة وعدم وصول أمتعتهم معهم إلى وجهتهم.
ولقد رشحت الكثير من المعلومات عن الأسباب لهذا الخلل الكبير الذي واجه عمليات التشغيل. وكانت تصريحات بعض المسئولين غير موفقة، وبالتالي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتناقل المعلومات الخاصة بالكفاءات والقدرات التي تدير عمليات التشغيل في قطاعي المطار وخدمات شركات الطيران.
وهذا بالضرورة يطرح أسئلة مهمة عن مدى تأثير القادة غير المتخصصين القادمين من داخل المنظمة أو من خارجها على إدارة صرح بهذا الحجم الكبير والمعقد، وعن دور الشركة العالمية التي ستدير المطار في إيجاد الحلول الذكية الكاملة التي ستلبي احتياجات المسافرين دون عناء.
هذا ما سأناقشه في مقال الأسبوع القادم، بإذن الله.