قال لي: كيف وضع الثقافة؟ قلت: وضع أسيف، ولا يُحمد عليه! قال لي: كيف؟ قلت: صارت الكلمة على كل لسان تقريباً، ولكن ما يقصدون من ذلك: الملبس الأنيق، والطعام الشهي، والجوال القوال، والسيارة الفارهة.
قال: أليس ذلك هو المطلوب؟ قلت: يا صاح، إن الأدب قد تردى زمناً طويلاً وصار في خبر كان. قال: ولكن الثقافة اليوم منتشرة في وسائلها، ومن خلال الجمال والأناقة والرحلات والتمشية والمطعم والعصيرات والمعسل!
ومع ذلك، فالنت والحاسوب والإنترنت وسائل حياتنا؛علماً وعملاً وتثقيفاً! لا، لا، لا.. قالها مضيفاً. قلت: ولكنها الواقعة مع الأيام وإنا منتظرون! قال: إنك لمتشائم ويؤوس وليس لديك سوى النقد والانتقاد والحديث عن الأدب الجاد، والثقافة المثالية والشاي الخفيف. قلت: الأمر أدق مما نتصور ونشاهد! بل إن وضع الحياة ملائم مع الحياة الجديدة الحديثة والإمكانات متوفرة على الرغم مما يحدث في العالم من مشكلات وكوارث وأحداث.
وهنا سكت صاحبي على أمل أن يكون حديثه معي في حوار أكثر واقعية في القابل من الأيام، ويكون مع العسر يسر، وهو رافع عقيرته ناشداً مع الشاعر طرفة بن العبد:
ستُبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار من لم تزود.