قد يكون فرانكشتاين مألوفًا للناس كاسم وحش؛ لكنه ليس اسم الوحش الذى يفكر فيه معظم الناس؛ فى الواقع فيكتور فرانكشتاين هو مبتكر هذا المخلوق سيئ السمعة المجهول؛ على الرغم من تسميته بمصطلحات سلبية مثل الشيطان أو البائس، إلا أنه لم يتم إعطاء اسم حقيقى للوحش من قِبل فرانكشتاين؛ للتوسع فى إنسانية ذلك المخلوق فإن عدم تلقى اسم له يجعل القراء يشيرون إليه على أنه “هو”؛ ومن المعروف أن التعريف بـ “هو” يحرم المخلوق من الصفات البشرية ما يجعله يبدو أقل من كونه إنسانًا ولا يستحق تعاطف القارئ؛ قد يخلق هذا فكرة بذهن القارئ وهى أن الوحش كان حقًا وحشًا قاتلًا صخريًا باردًا، لا يكن أى مشاعر عندما ارتكب جرائمه؛ بل وأنه غير قادر على الشعور بأى عاطفة ولم يكن لديه سبب مبرر لفعل الأشياء حتى؛ فكونه بلا اسم ويُنظر إليه على أنه شيء أقل من كون الإنسان خدعة لجعل القراء يعتقدون بأنه كان الرجل السيئ أو الخصم فى القصة؛ بل واعتادوا على الحفاظ على فكرة أنه وحش مثير للاشمئزاز مثل ما يراه فرانكشتاين.
أسماء البشر تمنح لهم إحساسًا بالهوية لكن المخلوق الذى ليس لديه اسم دائماً ما يطلق عليه شيطان أو وحش، وهى فكرة تجعله يشعر وكأنه غريب فى المجتمع؛ وتجعله يبقى كشيء يخافه الجميع ولا يحبه؛ عند النظر إلى المخلوق بهذه الطريقة سيشعر القارئ أن سبب فيكتور لرغبته فى موته كان عقلانيًا إلى أن يتعلم أنه على الرغم من عدم وجود اسم له واعتباره مخلوقًا شيطانيًا إلا أنه كان بشريًا للغاية؛ ولديه قلب ويريد أن يكون محبوبًا، بينما كان الوحش الحقيقى هو فيكتور فرانكشتاين نفسه؛ امتلاك اسم يمنح الشخص إحساسًا بالهوية ومكانًا فى المجتمع وشعوراً بالانتماء وهو ما لم يشعر به الوحش؛ في الكتاب نجد أن فيكتور لم يكن يريد أن يكون الوحش ملكًا له لأن تسميته ستؤسس علاقة بين الاثنين تجعل فيكتور يتحمل مسؤولية تجاهه وتجاه أفعاله؛ السبب الأخير المحتمل لعدم تسمية الوحش هو أنه سواء كان له اسم، أم لا فسيظل يُنظر إليه على أنه وحش بسبب مظهره القبيح؛ وستواجه الشخصيات فى القصة الوحش وهى ما زالت تخافه أو ترفضه؛ فعلى الرغم من وجود اسم أم لا، فإن الاسم لم يكن ليغير ردود أفعال الناس عند رؤية ما يعتقدون أنه الوحش وهو ما يرسل إشارة للقراء بأن فيكتور فرانكشتاين كان يبغض هذا الوحش.
NevenAbbass@