متابعات

تطور التقنيات ساهم في تقليل الانبعاثات.. العبد الكريم لـ(البلاد): تحفيز الابتكار المشترك وتوطين صناعة التحلية

جدة- عبدالهادي المالكي

تكمن أهمية المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في تلبية احتياجات أفراد المجتمع من المياه المحلاة بكفاءة وموثوقية وبأقل تكلفة ممكنة وأعلى مردود اقتصادي والاستثمار الفعال في مواردنا البشرية وتحفيزها، وتطوير صناعة التحلية والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والالتزام بمعايير السلامة والبيئة.

وقد انطلقت سابقا أعمال مؤتمر الابتكار يقود تحلية المياه “الذي نظمته المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالشراكة مع منظمة التحلية العالمية (IDA) في مدينة جدة، برعاية وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ومشاركة خبراء وباحثين ومبتكرين محليين وعالميين من عشرين دولة، يناقشون التطورات والابتكارات الحديثة في مجال تحلية المياه، والخبرات المعرفية والتقنيات المبتكرة الواعدة لتطوير صناعة التحلية، بما فيها الابتكارات البيئية وتعدين البحار واستخلاص المعادن الثمينة من المحلول الملحي الناتج عن منظومات التحلية، وتوظيف حلول الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي.

محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن إبراهيم العبد الكريم كشف لـ” البلاد ” أنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات خلال أعمال مؤتمر (الابتكار يقود تحلية المياه) وكان الهدف من الاتفاقيات هو تحفيز الابتكار في العمل المشترك وتوطين الصناعة بشكل أسرع؛ لذا عزمنا على أن نتبنى الابتكارات والأفكار الجديدة، نظرا لكون رأس المال أحيانا يحتاج فرصا كبيرة لتوطين التقنية.
وأضاف: عملنا مع مختلف الدول ومختلف الجهات والشركات من أجل توطين صناعة التحلية.

سرعة التطبيق
وقال العبدالكريم: لقد تميزنا في المؤسسة بسرعة التطبيق، والابتكارات عبارة عن فكرة يتم تطبيقها بشكل واقعي للخروج بقيمة سواء كانت قيمة مالية أو قيمة من خدمة المجتمع وخدمة الدول والبشرية واليوم نحن في التحلية نعمل على تسريع تطبيق الأفكار التي نجد أنها أفكار ناضجة وهي فقط تحتاج إلى تكاتف وإلى بدء التطبيق.
وعن مصير المحطات القديمة قال العبدالكريم: مشروع وسط جده سيستخدم المميزات القوية، وهو مشروع كبير وتنموي ضخم، أما المحطات التي انتهى عمرها الافتراضي، فستباع لصناعات أخرى قد تستفيد منها وتبقى محطة واحدة بالتناضح العكسي ستعمل حتى العام ٢٠٣٦ ومع ذلك فإن إمدادات المياه لم تتأثر؛ بل على العكس أوجدنا محطات بديلة من الشعيبة، وفي رابغ محطات للقطاع الخاص نضخ منها المياه لإمدادات جدة. ومثل هذا التطور في التقنيات ساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بإيقاف المحطات الحرارية ما يسهم في تنمية وجودة الحياة.

 

منظومة ابتكارية
وعن المياه الصادرة من وحدة إنتاج المغنيسيوم من محطة الشعيبة قال: هذيه منظومة ابتكارية من ضمن المكونات التي يعلمها المختصون في الصحة العامة؛ حيث إن المياه المحتوية على المغنيسيوم سواء كانت من مياه جبال أو مياه آبار، تعد أكثر فائدة للصحة، ولدينا طريقتان؛ إما أن نشتري مواد ونضخها في المياه أو أن نستخرج المغنيسيوم من مياه البحر ونعيد استخدامه.

ريادة عالمية
من جهته، أوضح الدكتور أحمد العمودي المدير التنفيذي لمعهد الأبحاث والابتكار وتقنية التحلية بقوله: لقد وصلت التحلية بالمملكة العربية السعودية إلى الريادة العالمية في الابتكار الذي يقود صناعة التحلية وكذلك تعظيم الاستفادة من الرجيع الملحي وذلك باستخراج كنوز الرجيع من معادن وأملاح كانت في السابق تهدر في البحار، الآن ولله الحمد، امتلكنا تقنيات وبراءات واختراعات، وحاليا نطبق جزءا منها في محطة الشعيبة، وسيطبق الباقي من الاختراعات في منظومات الجبيل. لقد أصبحت التحلية هي القائد والمحرك الرئيس في الابتكار في منظومات التحلية محليا وعالميا.

ابتكارات جديدة
في السياق نفسه، أوضح المهندس طارق الغفاري مدير إدارة كفاءة المشاريع المحلية: الابتكار يعتبر حجر الأساس للتنمية الاقتصادية سواء كان محليا او عالميا، وقد رأينا ذلك جليا سواء كان في صناعات التحلية أو صناعات أخرى.
اليوم لدى المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أكثر من 30 ابتكارا؛ منها المحطات المتنقلة، وهي تدار بكوادر المؤسسة وقد أنجزت ودخلت موسوعة غينتس للأرقام القياسية كأقل استهلاكا للطاقة، وعلى الصعيد نفسه أنشأت المؤسسة محطات زراعية موائمة مع توجهات رؤية المملكة وهي سهلة التنقل والفك والتركيب، وتعتبر فريدة من نوعها.
كما توجد محطات متنقلة خاصة بمياه البحر، وأخرى خاصة بمياه الآبار، وعلى سبيل المثال تم بناء محطة بمدينة خيبر.

كشف التسربات
من جهته، قال عصام البيشي مدير إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة: شكلت طائرة الدرون منحنى مهما لدى محطات التحلية في كشف التسربات وكذلك الخوذة الذكية، وقد شاركنا في مؤتمر التحلية بأربعة ابتكارات، أحدها هي مبادرة الدرون؛ حيث استخدمت الطائرة وهي مدعمة بالحساسات والمعدات اللازمة وذلك لفحص الأعطال والكشف المبكر لها، وكذلك المسح الأمني للمخاطر، كذلك جرد الأصول واحتسابها.
تستهدف هذه المبادرة منظومات النقل والإنتاج بالإضافة إلى بعض الأماكن والمرافق داخل المحطة، التي يكون من الصعب الوصول إليها. بالنسبة للخوذة، فهي خوذه ذكية مزودة بكاميرا مرتبطة بالشبكة الخاصة بالمنظومة تساعد في التواصل بين المهندسين والتقنيين، بالإضافة إلى أنها تنقل مباشرة الوضع الحالي للمعدات إذا كان فيه عطل أو اصلاح كذلك تستخدم في المشاريع ومتابعتها، وهي للتواصل السريع في حالة الطوارئ كذلك توفر التواصل ما بين فريق العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *