برز على الساحة في العقدين الأخيرين مصطلح أُطلِق عليه “مدرب معتمد” وصار يستخدم على نطاق واسع.. بل إن البعض أثري من وراء هذا المصطلح.. وتخطى آخرون الحدود فصار أحدهم يطلق على نفسه “مدرب دولي معتمد”.. فما الجوانب القانونية التي تكتنف مثل هذه المصطلحات؟ ومن يعتمد فلاناً مدرباً وعلاناً مدرباً للمدربين وثالثاً مدرباً دولياً؟ هل لدينا في المملكة جهة رسمية تملك في نظامها صلاحية أن تمنح شهادة مدرب معتمد، وشهادة مدرب مدربين؟ وما هي الجهة الدولية المعترف بها لمنح شهادة مدرب دولي؟
كثير منهم عندما تسأله يقول: إنه مدرب معتمد من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.. فهل المؤسسة تمنح فعلاً شهادات تعطي لفلان الحق في أن يطلق على نفسه “مدرب معتمد”؟ إن على المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن تخرُج عن الصمت وتعلن بشكل صريح: هل هي تمنح مثل هذه الألقاب أم لا؟ لقد اختلط في الساحة الحابل بالنابل والغث بالسمين وصار هناك من يمنح نفسه الحق في إضافة لقب “مدرب معتمد” أو “مدرب مدربين” بمجرد أن أتيحت له فرصة عابرة لتدريب زملاء له، أو تدريب نفر من البشر.. كما راجت سوق التدريب بشكل ملفت وصارت تُشكِلُ مصدر ثراءٍ غير شرعي للبعض.. ولأنها أكثر جهة حكومية رسمية تم التسلّق على اسمها والإثراء تحت مظلتها فقد تعيَّنَ على المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن تضع النقاط على الحروف، وأن تُعلِن بشكل واضح هل في نظامها ما يسمى اعتماد المدربين؟
وهل تصدر هي شهادات تمنح فلاناً لقب “مدرب معتمد”؟.. يقول خبير: زرت بلدكم ولفت نظري وجود عدد كبير ممن يطلقون على أنفسهم لقب “مستشار” ولفت النظر أنهم حدثاء سن، وبالتالي فخبراتهم العملية لا تُسعِف في إضافة لقب مستشار أو خبير إلى ذواتهم.. ويضيف: في دولٍ متقدمة لا يحق لك إضافة لقب مستشار إلا بعد أن تُمضي على الأقل ربع قرن متصلة متواصلة في عمل معين دون أن تنتقل إلى غيره.. حينها يتشكل لديك الحد الأدنى من خبرة قد تتيح لك الحق في أن تطلق على نفسك لقب “مستشار” في الحقل الذي تشكلت لديك فيه الخبرة.. أما هنا، فما أسهل أن يكتب أحدهم أو إحداهن دون تردد كلمة “مدرب معين” وكلمة “مستشار” تسبق اسمه في وسائل التواصل أو إعلان ما، حتى وجدنا من هو في سن العشرين يسمي نفسه مدرباً أو مستشاراً..
ويقفز إلى الذهن المثل العربي
المشهور:
( تزبَّبتَ وأنتَ حِصْرِمَة)
أي : ادعيت أنك (زبيب)
وأنت ما زلتَ من حامض
العنب الذي لم ينضج
ليصبح (عنباً)فضلًا عن أن يكون زبيباً..
ogaily_wass@