يشعر البعض بالبرد أكثر من غيرهم، وإذا كنت من بين هؤلاء، فعليك البحث عن السبب الكامن وراء ذلك، حيث قد يكون هناك أمرا أكثر خطورة.
ويقول طبيب تقويم العظام الأميركي بيتر بيدي إن الشعور بالبرد الشديد في بعض الأحيان لا يدعو للقلق، ولكن إذا بدأ هذا في التأثير على حياتك اليومية، ما يتركك ترتجف على مكتبك أو تنام ببطانية إضافية في الطقس الحار، فقد يكون ذلك غير طبيعي.
وإذا كانت هناك أعراض أخرى مرافقة للشعور بالبرد، مثل الوخز في اليدين والقدمين أو الذهاب إلى المرحاض بشكل متكرر أو زيادة الوزن، فهذا قد يعني أن هناك أسبابا مثيرة للقلق، وفقا لصحيفة “الصن” البريطانية.
وإذا كنت تعاني من البرد طوال الوقت وأيضا التعب أو الدوار أو ظهور أعراض أخرى غير عادية، فإن الأمر يستحق زيارة الطبيب.
وفيما يلي بعض الأسباب التي تدعوك للتحدث إلى طبيبك:
مشكلة الغدة الدرقية
فهي غدة تقع في الرقبة تنتج الهرمونات التي تؤثر على معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم، من بين العديد من وظائف الجسم التنظيمية الأخرى.
وعندما تكون الغدة الدرقية خاملة، ولا تنتج ما يكفي من الهرمونات الرئيسية، يمكن أن تجعلك حساسا للبرد، وتشمل الأعراض الأخرى التعب وزيادة الوزن وآلام العضلات وجفاف الجلد والأظافر الهشة.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية: “غالبا ما تكون أعراض خمول الغدة الدرقية مشابهة لأعراض الحالات الأخرى، وعادة ما تتطور ببطء، لذلك قد لا تلاحظها لسنوات. ويجب أن ترى طبيبا عاما وتطلب إجراء اختبار لقصور الغدة الدرقية إذا كانت لديك أعراض”.
نقص الحديد
نحصل على الحديد من نظامنا الغذائي، في أطعمة مثل اللحوم والخضروات ذات الأوراق الداكنة والبقول، وعندما يعاني شخص ما من نقص في الحديد، فقد يعاني من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وهو عندما لا يستطيع جسمك إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة.
وقد يتسبب ذلك في برودة اليدين والقدمين، ولكن العلامات الأكثر وضوحا هي ضيق التنفس والإرهاق، كما تشمل أيضا الجلد الشاحب والضعف وخفقان القلب.
الدواء
هناك بعض الأدوية مثل التي تعمل على إبطاء معدل ضربات القلب لمنعها من الضخ بقوة كبيرة والتفاعل مع الأدرينالين وهرمونات التوتر الأخرى، يمكن أن تجعلك تشعر بالبرد وكذلك بالدوار والتعب والغثيان.
صحة القلب
قد تكون القدم الباردة علامة على وجود حالة خطيرة يتم التغاضي عنها، تسمى مرض الشريان المحيطي، وتحدث هذه الحالة عندما يؤدي تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين إلى تقييد تدفق الدم إلى الساقين.
ويعد نقص وصول الدم الأطراف أحد أكثر مضاعفات اعتلال الشرايين المحيطية خطورة، حيث يكون هناك نقص حاد في الدم في الساقين ويكونون عرضة لخطر الإصابة بالغرغرينا.
مرض السكري
قد يستغرق تشخيص مرض السكري بعض الوقت إذا لم تكن على دراية بالأعراض، أو إذا كانت هذه الأخيرة خفية، وتشمل الأعراض الرئيسية الذهاب المتكرر إلى المرحاض والعطش الشديد والإرهاق.
والشعور بالبرد هو أيضا علامة نادرة للحالة، والنوع الثاني من مرض السكري هو الأكثر شيوعا.
فعندما تكون مصابا بمرض السكري، يمكن أن يؤثر على كليتيك ونظام الدورة الدموية والأشياء المماثلة لهذه الخطوط، وهذا قد يكون سبب شعورك بالبرد.
ويمكن أن تؤدي مشاكل الكلى إلى الإصابة بفقر الدم المصاحب لحساسية البرد، ويمكن أن يتسبب مرض السكري في تلف الأعصاب، ما يؤدي إلى برودة القدمين.
نقص الوزن
إذا كان لديك دهون أقل إما بشكل طبيعي بسبب فقدان الوزن أو بسبب حالة طبية، فقد تشعر بالبرد أكثر، فالشخص الذي يقل لديه مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 يعد ناقصا للوزن.
ويحذر الخبراء من أنه في بعض الأحيان، قد يعاني الشخص الذي يشتكي من البرد من اضطراب في الأكل، مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي.
مرض رينود
يعاني بعض الأشخاص من استجابة شديدة للطقس البارد بسبب مرض رينود، الذي يتسبب في تضيق الشرايين الصغيرة في الأصابع وتقييد تدفق الدم.
وسيلاحظ المصابون بهذا المرض أن لون بشرتهم يصبح أكثر شحوبا، عادة في أصابع اليدين والقدمين، ولكن في بعض الأحيان أيضا في الأنف والشفتين والأذنين والحلمات، إلا أن لون الجلد يعود إلى طبيعته بمجرد أن يصبح دافئا.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن هناك أشياء يمكنها مساعدتك عند الإصابة بمرض رينود، بما في ذلك الاسترخاء أثناء الشتاء وممارسة الرياضة (لتحسين الدورة الدموية) وتناول نظام غذائي متوازن.
نوبة الهلع
قد لا يدرك بعض الناس أنهم أصيبوا بنوبات هلع حتى حدوث الخفيفة منها، ما ينتج عنها ضيق التنفس وتسارع ضربات القلب والتعرق والارتعاش والدوخة.
كما أنه من بين الأعراض الأقل شيوعا لنوبات الهلع الشعور بالبرد.
ففي بعض الأحيان، يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع هذا الشعور بالهلاك الوشيك لأن قلبهم لا ينبض بكفاءة، وفي محاولته للحفاظ على الذات، سيقوم الجسم بتوجيه الدم إلى تلك الأعضاء الرئيسية على حساب المناطق الطرفية من الجسم، وهذا هو المكان الذي يشعر فيه الناس أحيانا بنوع من الارتعاش.
الشيخوخة
إذا كنت قد تساءلت يوما عن سبب ارتفاع درجة حرارة جدتك دائما، فربما يكون السبب في ذلك هو أن عمرها يجعلها أكثر برودة.
فعندما نتقدم في السن، تضعف الأنسجة الدهنية الموجودة تحت الجلد وتكون الأوعية الدموية أقل مرونة، ما يؤدي إلى إبطاء تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم وتميل بعض درجات حرارة الجسم الأساسية إلى الانخفاض ببطء.
وبينما تزداد حساسية البرد مع تقدمنا في العمر، لا ينبغي دائما تجاهلها كالمعتاد، حيث يمكن لحالات مثل مرض السكري وأمراض الشرايين الطرفية وأمراض الكلى – والتي يمكن أن تؤثر جميعها على كبار السن – أن تقيد تدفق الدم وتخفض درجة حرارة الجسم.